يرصد الكاتب حميد بن سعيد العامري في كتابه “لقطات من السينما العمانية” الحراك العُماني في مجال السينما منذ مطلع السبعينات وحتى الآن.
وتقوم فكرة الكتاب الصادر حديثاً عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان، على عرض محتواه على شكل شريط سينمائي يتضمن لقطات مختلفة، حيث يتم تناول بعض زوايا المشهد السينمائي والفني في السلطنة بشكل مبسط.
وتم تقسيم الكتاب الذي يقع في 108 صفحات من القطع الكبير، إلى ثلاث لقطات: عامة، ومتوسطة، وقريبة. فمن خلال اللقطة العامة يقدم العامري تعريفاً موجزاً بالسينما، ثم يتطرق للحديث عن بداية التأسيس لمسيرة السينما في عمان مطلع النهضة المباركة، ويقدم عرضاً بأهم الأدوار التي لعبتها المؤسسات المختلفة في السلطنة في التأسيس لحراك سينمائي.
وتركز اللقطة المتوسطة رؤيتها على الدور الذي لعبته الجمعية العمانية للسينما من خلال نشاطاتها وفعالياتها كحاضنة للشباب الذين يمارسون الأعمال السينمائية ويتدربون عليها. وفي اللقطة المقربة نقف عند الجهود السينمائية التي قام بها عدد من عشاق السينما وعطاءاتهم وإبداعاتهم في هذا المجال. كما تتطرق هذه اللقطة إلى الأدوار التي لعبتها شركات الإنتاج الفني والتجمعات السينمائية الشبابية، والمهرجانات السينمائية الخليجية. ويشتمل الجزء الأخير من هذه اللقطة على قائمة بأبرز المواقع الالكترونية المعنية بالسينما.
وتشكل المقاطع المصوّرة لزيارات ولقاءات المغفور له السلطان سعيد بن تيمور، ملمحاً مهماً من ملامح الوعي بأهمية تقنية التصوير والتوثيق. ولا يمكن تجاهل أن هناك حضوراً لأشكال مبسطة لدُور -أو على الأقل فرص- للعروض السينمائية ولو في شكل بسيط قبل النهضة. ولكن النهضة المباركة شكلت حافزاً لنمو وتطوير جميع الفنون بما فيها السينما.
فقد افتُتحت في مناطق مختلفة من السلطنة دور للسينما ساهمت في الترويج لهذا الفن، وساهم التلفزيزن العماني منذ افتتاحه في مسقط (1974)، ومن ثم افتتاح محطة التلفزيون في ظفار (1975)، ومن بعد ربط المحطتين عبر الأقمار الصناعية (1979)، في إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية عن عمان، وإنتاج أعمال تلفزيونية ضخمة مثل البحار العماني أحمد بن ماجد ومسلسل “عمان في التاريخ”، وكان ذلك من خلال البرامج المعنية بالسينما أو عبر تدريب الكادر المؤهل والمدرب للعمل في الإنتاج السينمائي. كما أسهمت جهات حكومية أخرى، مثل وزارة التراث والثقافة واللجنة الوطنية للشباب ووزارة التعليم العالي، في توفير دورات وورش عمل تعنى بتدريب وتأهيل الشباب العماني للانخراط في الإنتاج السينمائي.
وبعد نجاح النسخة الأولى من مهرجان مسقط السينمائي الأول (2001)، تحمس المشتغلون بالسينما في عمان للمطالبة بضرورة وجود كيان مؤسسي يحتضن جميع المهتمين بالسينما، وفي عام 2002 تم تأسيس الجمعية العمانية للسينما، وفي عام 2003 تم إشهارها لتنطلق بعد ذلك في عقد نشاطات وملتقيات سينمائية داخل السلطنة وخارجها.
ومن الوجوه السينمائية التي تطرق لها الكتاب ورصد منجزاتها الإبداعية: الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي، والكاتب والشاعر سماء عيسى، والشاعر والناقد السينمائي عبدالله حبيب، والمكرم حاتم الطائي، والفنان سالم بهوان، والمخرج محمد المردوف، والمخرج محمد الكندي، والمنتج قاسم السليمي. كما توقف الكتاب عند نتاج مزنة المسافر وليلى حبيب.