نجران .. الحوار الناجح
حسن الوريث
كانت مشاورات الكويت هي الفرصة الأخيرة لنظام بني سعود للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه بتدخلهم في اليمن وعدوانهم على الشعب اليمني لكنه أي النظام السعودي كابر وحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب وأهمها هو إخراج نفسه من المسؤولية الجنائية والأخلاقية والقانونية المترتبة على عدوانه على اليمن وإعادة نظام الوصاية الذي كان معمولاً به في السابق وبالتأكيد فإنه لم يستثمر تلك الفرصة وأضاعها من بين يديه بغبائه المستفحل المعروف عنه .
طبعا عندما اتحدث عن استثمار النظام السعودي لمشاورات الكويت فأنا أعني ذلك جيداً لأنه كانت مشاورات بين الوفد الوطني والنظام السعودي في الواقع وما أولئك الذين كنا نراهم على الطاولة إلا ممثلون عن هذا النظام ينفذون تعليماته ويتلقون توجيهاته وهذا معروف لدى الجميع مهما حاولوا إخفاءه عن الآخرين إلا أنها الحقيقة ولا يمكن للنظام السعودي أو مرتزقته إنكارها وبالتالي فقد كانت هي الفرصة الذهبية على اعتبار أن الوفد الوطني قدم رؤية شاملة وكاملة لحل الأزمة اعجب بها المجتمع الدولي الذي شاهدنا مواقفه تؤكد على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني تدير المرحلة الانتقالية بكافة تفاصيلها وكان يمكن لنظام بني سعود أن يتلقف الفرصة والدخول في العملية السياسية من خلال مرتزقته ويمكن تحقيق ما يريده عبرهم لكنه الغباء الذي أوصل هذا النظام إلى هذه المرحلة من التخبط والخسائر الكبيرة التي تكبدها على كافة الصعد بسبب عدوانه على شعبنا اليمني.
مما لا شك فيه أن الجميع يتذكرون أول يوم للعدوان السعودي والأيام التي تلته والحملة الإعلامية الكبيرة التي ترافقت مع بدء العدوان والتي كانت تتحدث عن معركة تحرير صنعاء وانها لن تستغرق سوى أسابيع أو أشهر معدودة وكيف أن العدوان وأبواقه ومرتزقته حشدوا كل إمكانياتهم للحديث عن تحرير صنعاء وإعادة الشرعية المزعومة وتخويف الناس وإدخال الرعب في نفوسهم، وهاهم الآن بعد أكثر من خمسمائة يوم لم يتمكنوا حتى من الخروج من مارب وبعض مناطق نهم وتعز رغم الآلة العسكرية والإعلامية الهمجية التي يمتلكونها وهذا يؤكد فشلهم وعجزهم وبالتالي كان يفترض بهم استغلال مشاورات الكويت للخروج من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه بانجرارهم وراء مرتزقتهم وكذبهم وتضليلهم بأن صنعاء وكل المدن ستكون في متناول النظام السعودي خلال أيام .
طبعا لن نتحدث عن معركة تحرير صنعاء لأنهم يعرفون قبلنا أنها مستحيلة وعبارة عن أوهام يتم تسويقها عبر وسائل إعلامهم التي تبيع الوهم وجعلت من تضليل الناس مهمة لها لكننا سنتحدث عن موضوع أهم من وجهة نظري وهو الحوار على الميدان وهو الحوار الذي يجب أن يكون بل هو الوحيد الذي يفهموه، فما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من بطولات في نجران وجيزان وعسير هو الحوار القادم الذي سيجبر النظام السعودي على الرضوخ وإيقاف العدوان والاعتذار عن العدوان وتعويض الشعب عما لحقه من أضرار معنوية ومادية جراء العدوان والحصار كما أنه سيجعل هذا النظام يرمي بالمرتزقة الذين ورطوه في هذا العدوان ويلقي بهم في السجون وربما يسلمهم للشعب اليمني وبالتأكيد أن فشل الحوار السياسي في الكويت وقبله في جنيف يجعل الحوار الأهم والحوار الناجح هو في ميدان المعركة في نجران وجيزان وعسير على اعتبار أن هذا العدو لا يفهم إلا بمنطق القوة فقط ولا شيء غير القوة أما الجنوح للحوار السياسي فهو يعتبره ضعفاً وبالتالي فإن أي حوار قادم لا بد أن يكون في ميدان المعركة وخاصة في نجران وجيزان وعسير وما ورائها .