بوسطن تتجرع كأس الإرهاب بنكهة الشيشان


تحليل/محمد حسن شعب –
عاشت مدينة بوسطن حياة رعب باجماع المراقبين والمحللين السياسيين ربما لم تشهدها مدينة من مدن الولايات المتحدة الأميركية منذ 11 سبتمبر 2001م المعروفة بأحداث منهاتن في مدينة نيويورك إثر تفجير مركز التجارة العالمي والبتناجون وهي أعمال إرهابية لن ينساها الأميركيون ولكن تفجيرات مدينة بوسطن على هامش الماراثون السنوي عاشت رعب فريد لأن الجناة شبه مجهولين¡ ذلك جانب من الإشكال المحير لبوسطن¡ من ناحية والأكثر ارباكا هو الحشد الأمني الذي وجه المواطنين في بوسطن بعدم الخروج من منازلهم لان احد الجناة الشيشانيين لم يقبض عليه بعد في حين أن الأمن تمكن من قتل الأخ الأكبر يوم الخميس بينما بقي الأخ الأصغر فارا حتى تمكنت أجهزة الأمن من ضبطه في قارب وهو جريح¡ يقال انه في حالة خطرة.
ثمة من يأخذ على الرئيس باراك أوباما بانه كثير التحفظ حول اطلاق صفة الإرهاب على الجناة أو مرتكبي الحادث الإرهابي لانه لم يطلق صفة الإرهاب بشكل محدد ولم يتكهن أن العمل الاجرامي نفذته القاعدة أو سواها من المنظمات الإرهابية بل انه لم يحدد أو يتكهن بجهة بعينها إلى درجة انه بعد أن تم ضبط آخر الجناة الشيشانيين استغرب من تنفيذ العمل الإرهابي بحق بوسطن والولايات المتحدة.
الخطير في العمل الإرهابي الذي نفذه الشقيقان الشيشانيان تدور حوله تساؤلات¡ كما ذكرها باراك أوباما!¿ ولكنها تساؤلات أثارت حفيظة المراقبين والمتابعين لمواقف الولايات المتحدة من وضع الإرهاب في الشيشان كإرهاب في إطار الاتحاد الروسي¿ إذ يعلم الجميع بان الولايات المتحدة صنفت كثير من المنظمات بانها إرهابية في العالم ككل بما في ذلك منظمة حماس التي تكافح الاحتلال الاسرائيلي ولكن إرهابي الشيشان لم تضعهم أميركا في إطار المنظمات الإرهابية في العالم.
وهو توجه سياسي امريكي الهدف منه اصباغ الشرعية على أعمال الشيشانيين في الشيشان وبقية دول القوقاز بما في ذلك الأعمال التي نفذوها في مدرسة بصلان توسينيا الشمالية وذهب ضحية ذلك أكثر من ثلاث مائة ضحية عام 2000م وعشرات الإرهابية الرعناء بحق الشعب الروسي.
هذا الوضع يضع المراقبين أمام تساؤلات جوهرها.. كيف دخل الشيشانيون مرتكبو العمل الإرهابي إلى بوسطن¿
هل دخلوا على شكل مهاجرين في عام 2003م بحسب رواية البي بي سي¡ التي أكدت أن الشقيقين جوهر سريانيف واخيه وابوهما انتقلوا وانتقلوا بالنص بحسب البي بي سي بحيث انها لم تحدد هل دخل الشيشانيون كلاجئين سياسيين¿ أو انهم دخلوا إلى الولايات المتحدة كمهاجرين¿ علما انها ذكرت خلال تغطياتها للحدث انهم طلبوا اللجوء لاحقا ولكنها بما في ذلك حاكم ولاية ماساشتس الذي تحدث عن الشيشانيين وتواجدهم في بوسطن بينما والد الشيشانيين قال أن ابنائه ضحايا الاستخبارات أى أن ثمة غموض يكتنف ملابسات دخولهم إلى أميركا¿ ولماذا ادخلوا وما الغرض من بقائهم في بوسطن حتى ارتكبوا حادثة الإرهاب!
وفي كل الاحوال تذوق الولايات المتحدة جرعة الإرهاب بنكهة الشيشان عمل يفترض أن تعيد الولايات المتحدة النظر في مواقفها من المنظمات الإرهابية وتصفها بأوصافها التي تستحقه بعيدا عن المعايير السياسية المرتبطة بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها ومواقف حلفائها وارتباط مصالحهم بتلك المنظمات كما هو الحال مواقف الولايات المتحدة من عبدالله اوجلان وحزبه وموقفه من تركيا كحليف لأميركا.
وفي كل الاحوال هفوات الولايات المتحدة تجاه المنظمات الإرهابية هفوات كبرى وعلى ساسة البيت الأبيض أن يدركوا بان تفقيس هذه الجماعات خطر وتدجينها خطر ومحاباتها خطر أكبر لانها لا تميز في المحصلة بين عدو من صديق لأن العالم كلهم اعداء قائمون أو اعداء محتملون ويكفي أميركا عظة بان خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان نهاية الثمانينيات خلق فراغا◌ٍ أمام قاعدة اسامة بن لادن انما جعل بن لادن وكتائب الإرهاب التابعة تشعر بفراغ فخطط لضرب مصالح أميركا نفسها برغم أن أجهزتها وطائراتها ومعسكراتها هي من آواه ووفر له الملبس والمأكل والمشرب.

قد يعجبك ايضا