الصحافة الورقية و الالكترونية . .تنافس إلى أين ¿ (1-2)

عبدالملك السلال –
منذ انبثاق الشبكة العنكبوتية بآفاق تطوراتها المتلاحقة المتجسدة في انتشار المواقع الإلكترونية المختلفة والمنتديات والمدونات بهذا الكم الهائلº تجسدت مقولة ” العالم “قرية صغيرة ” وسرعان ما جعل المعلومة المتداولة في متناول الإنسان عن طريق الصحافة الالكترونية التي ظهرت بسرعة انتشار الرياح لتنقل الحدث العالمي أو المحلي مباشرة من موقعه بالصورة و الكلمة المكتوبة¡ بما تحتويه من الأخبار والمعلومات والقصص- وحتى البث المباشر للقنوات التلفزيونية أصبح متاحاº وبذلك أضحى الإنسانº أو القارئ المتعطش صانعا ومشاركا◌ٍ في { المعلومة } بحيث يمكنه إرسال وثائق فيديو أو غيره عبر هذه الشبكة العنكبوتيةº ليؤثر ذلك على الصحافة الورقية – صحف ومجلات- و التي شهدت بدورها تراجعا ملحوظا في انتشارها و آفاق توسعها.
وهي التي لم تتطور كثيرا عبر السنين الماضية¡ لا بالصورة¡ ولا من خلال الموضوعات والأفكار المطروحة¡ فأضحت أسيرة { لسياسات معينة } حكومية وحزبية } و الممولة لها¡فراحت تهتم بالربح¡ أكثر من اهتمامها بالحدث وبالكلمة
الموضوعية والمهمة¡ وبقيت تسير على نفس النهج والمنوال¡ منذ عشرات بل ومئات السنين¡ في الوقت الذي تطور فيه القارئ فكريا وعلميا وتكنولوجيا¡ ولم تعد الصحافة الورقية¡ تلبي تعطش القارئ لكل جديد ومتزامن مع الحدث مباشرة و مع ذلك لم تفقد الصحافة الورقية بريقها كلية في التنافس المحموم لمثيلاتها الالكترونية حيث لازال بإمكانها أن تشبع فضول القارئ النهم بما تحتويه من تحليلات تسبر أغوار الخبر وتفسر معانيه ¡ لمن لا يجيد استخدام النت ويفتقر لخدمات الكهرباء – كما هو الحال في بلادنا -.
ذلك أن الصحافة الإلكترونية غالبا ما تهتم بالخبر ولا تكلف نفسها عناء تفسيره أو تعليله إلا فيما ندر º لأن هذا النوع من الصحافة يتطلب وجود محررين متخصصين في كتابة التحليلات السياسية والإخبارية¡ وهو مالم يتوفر في مواقع الصحافة الالكترونية التي قد لا تجد الوقت الكافي للتحليلات º وهي تسابق الزمن مع مثيلاتها للحصول على الخبر فيما يعرف بـ{ السبق الصحفي } .
Ssalala99@gmail.com

قد يعجبك ايضا