شكراً أنصارالله

مطهر تقي

خطوة سياسية بامتياز ذلك الاتفاق الذي تم يوم 21 /7 /2016م بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصارالله وحلفائهم ليشكل ذلك مرحة جديدة لما بعد اتفاق السلم والشراكة وعدوان 26 /3 /2015م والذي لا زال على أشد قوته. وكأن صنعاء من تحكم 80%من أبناء الشعب اليمني توقعت خطورة ما بعد فشل محادثات الكويت وما يتطلب ذلك من تعزيز للجبهة الداخلية من تلاحم سياسي بين المؤتمر الشعبي العام وأنصارالله وللذين تأكد لهما أن الأخطار القادمة هي أشد مما كانت وأن المستقبل السياسي والعسكري والاقتصادي لليمن بحاجة إلى انصهار كامل بين الفريقين ليشكلا قوة تستطيع مواجهة ما هو أعظم.
وبالرغم من أهمية التفاعل مع توقعات المستقبل وأحداثه إلا أن ذلك لا يشغلنا عن الحديث وتقييم أداء الخمسمائة يوم الماضية وما بذله الإخوة أنصارالله بقيادة السيد عبدالملك الحوثي والإخوة الأساتذة محمد علي الحوثي وصالح الصماد ومحمد عبدالسلام وطلال عقلان ومحمود الجنيد وكل القيادات الوطنية الشريفة من أنصار الله الذين كانوا محل الشعور الصادق بالمسؤولية التي كانت على عاتقهم منذ تاريخ استلامهم الحكم…. ومن المؤكد أن سلبيات وتجاوزات قد رافقت تلك الفترة من الأداء خصوصا من أولئك الذين تسارعوا إلى التحوث وتسلق قطار تلك المرحلة كذلك النفر القليل من العقائديين الذين تغلب حماسهم على جوهر المذهب الزيدي العظيم  ووسطيته.
ولا داع للحديث عن ذلك فمقام المرحلة الزمنية التي نعيشها وأهميتها البالغة تجعلنا نتجاوز الحديث عنها.
ولكن من العدل والإنصاف أن نقول شكرا لتلك القيادات من أنصارالله التي تحملت ذلك العبء الاستثنائي واستطاعت أن تنجز جملة من النجاحات لعل أهمها الحفاظ على ما بقي من أداء الدولة ومؤسساتها وكذلك النجاح الأمني في مختلف المحافظات وتأمين معيشة وأمان قرابة 80%من سكان اليمن ناهيك عن صمود جبهات القتال والنجاح الكبير كذلك في التعبئة ورفع الروح المعنوية بين أوساط الشعب وقواته وأمنه ولجانه وقد تمت تلك النجاحات بالرغم من كل الصعوبات البالغة التي عاشها الوطن والشعب (ولا زال) من دمار وحرب شرسة وحصار مطبق وصعوبات اقتصادية كبيرة.
أقول طالما والشعب والوطن ما زالا يعيشان تلك الظروف الاستثنائية وأمامهما تحديات أكبر فإن اتفاق المؤتمر والأنصار يجعلهما أمام امتحان عظيم يتطلب منهما الارتقاء إلى مستوى المسؤولية المفروضة على اليمن وشعبه وتجاوز الممارسات الفردية أو الجمعية التي تنطلق من رؤى انتهازية لأي فريق من الفريقين فلا مجال لتلك الممارسات أمام هول التحديات والمصائب التي ألمت بالوطن والشعب ولا زالت محدقة بهما.
ونتمنى من المؤتمر والأنصار كذلك و قد أصبحا فريقاً واحدا أن يبدآ بلم الشمل اليمني بالعفو العام وفي وبالدعوة للمصالحة الوطنية الشاملة التي أصبحت مطلباً شعبياً والتي كان السبق في الدعوة لها للتكتل الوطني للمصالحة الوطنية قبل ثمانية أشهر ولازال ينشط في دعوته ويواصل جهوده بين فرقاء السياسة اليمنية وكان المؤتمر والأنصار ممن وافقوا على مبدأ المصالحة الوطنية بين الأحزاب السياسية وغيرهما من القوى على الساحة اليمنية وندعو إلى أن تكون تلك المصالحة ابتداء مع حزب الإصلاح ومخاطبة العقلاء الوطنيين منهم بالذات فالرهان عليهم من وجهة نظرنا مضمون والذي نتمنى أن يكون حقيقة في القريب العاجل كذلك نتمنى على الطرفين أن يتفقا على تفاصيل ما بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى والمرتبطة بأداء مهامه ومن تلك التفاصيل الاتفاق على سياسة إعلامية تدير وسائل الإعلام الرسمي الذي يجب أن يكون في خدمة الدولة والشعب بعيدا عن أي تأثير حزبي سياسي لأحد الطرفين كذلك الإعلام الحزبي ودوره في تعزيز الجبهة الداخلية ونستفيد سلبا وإيجابا من  تجربة ما بعد مايو 1990م وحتى مايو 1994م… فكما يقال بداية شرر الخلاف هو الكلام.
وأخيرا الشكر موصول للزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وللسيد عبدالملك الحوثي اللذين كانا محل ثقة الشعب  خصوصا بعد تحملهما مسؤولية المرحلة القادمة فقد أصبحا في نظر الشعب رمزا للمقاومة والتصدي للأخطار المحدقة باليمن ورمزا للسيادة و الكرامة اليمنية.
ونتمنى أن نرى قيادات الإصلاح وكل القيادات السياسية اليمنية الأخرى قد انضمت إلى المؤتمر والأنصار تحت مظلة الوطن ومصالحه وسيادته وإعادة تعميره ولم جراحه…. وان كنا ندعو الله أن تحدث معجزة النجاح لحوار الكويت خلال الأيام القليلة القادمة لإنجاز حل شامل يضم كل الفرقاء فذلك المفضل لدى الشعب والوطن ونسأل الله أن يختار ما فيه الخير للشعب اليمني ويوفق الجميع لخدمته.
والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا