بائعة ملابس تتزعم عصابة سرقة منازل

الثورة/عادل بشر

كغيرها من الفتيات كانت أمل تحلم بفارس الأحلام الذي سيأتي ويأخذها على حصان ابيض ويطير بها إلى مملكته السعيدة لتكون هي الملكة, ولأن قطار العمر كان قد قطع الكثير من سكة حياتها وخوفا من أن يفوتها وافقت أمل على أول شخص طرق بابها طالبا يدها للزواج ولم تكن تعرف أن هذا الزواج سيقودها في نهاية المطاف إلى السجن.
بعد بضعة أشهر من الزواج اكتشفت أمل أن الأشياء التي يتاجر بها زوجها ليست نتاج عمليات بيع وشراء مثل أي شخص يتاجر بأي شيء يستطيع شراؤه وبيعه، وإنما كان هذا الزوج يقوم مع اثنين من رفاقه بالسرقة من محلات بيع الأجهزة الالكترونية والأدوات المنزلية والأثاث وكذلك نشل تلفونات المارة وحقائب النساء وكل ما يسهل عليهم أخذه والتصرف فيه واقتسام مردوده المالي بينهم.
بداية الأمر لم تبد الزوجة أي انزعاج من كون زوجها لصا وزادت على ذلك باقتراحها عليه بإشراكها معهم في هذا العمل مراهنة على نفسها بأنها ستكون مكسبا لعصابة اللصوص بأفكارها الخارقة مقابل أن تتزعم هي العصابة وتكون نسبتها في المسروقات أعلى منهم.
بعد أن وافقت عصابة اللصوص على هذا الأمر قامت رئيسة العصابة بوضع الخطط والأفكار لتطوير عمل العصابة من نشل التلفونات وسرقة الكراسي واسطوانات الغاز الفارغة المعروضة أمام  المحلات التجارية , إلى السطو المنظم على المنازل والشقق السكنية وذلك من خلال التنكر في دور بائعة الملابس المتجولة. وكانت البداية بان قام الفريق بشراء “ميني باص” ووضعوا فيه كمية من ملابس النساء والأطفال والإكسسوارات وتولى الزوج عملية قيادة الباص فيذهب الاثنان إلى الأحياء البعيدة من سكنهما ثم تقوم الزوجة بأخذ كمية من الملابس والتجول في منازل ذلك الحي فتطرق باب هذا المنزل او ذاك وتبذل أقصى جهدها وحيلها حتى تتمكن من دخول المنزل فتعرض بضاعتها على الساكنين وتكون خلال اللحظات البسيطة التي أمضتها داخل البيت او الشقة السكنية قد دونت في ذاكرتها كل ما يهم عصابتها ويسهل لهم عملية السرقة ولا تخرج منه إلا وقد عرفت كل شيء عن أصحاب البيت وعمل الأب وزوجته وأولاده وكل التفاصيل التي تحتاجها في عملية السرقة ثم تعود إلى زوجها والعصابة وتخبرهم بكل ما لديها من معلومات وتضع لهم مخططا لمراقبة المنزل وكيفية دخوله وسرقته. وهكذا استطاعوا تنفيذ العديد من عمليات السرقة لمنازل عدة.
وفي احد الأيام أخذت هذه المرأة بضاعتها من الملابس وذهبت الى احد المنازل فدخلت المنزل وحين كانت تعرض بضاعتها وتمارس طقوسها في تأمل محتويات المنزل من الداخل لمحت في أذني ابنة صاحبة المنزل وهي طفلة في الخامسة من العمر “قرطي ذهب”  غالي الثمن فزاغت عيناها عليهما وقررت سرقتهما مهما كلف الأمر .
لم يكن في المنزل سوى الأم والطفلة فقط لذا عمدت هذه المرأة إلى حيلة تستطيع من خلالها  سرقة قرطي الطفلة فطلبت من الأم كوبا من الماء كي تبعدها عن طفلتها ولم تكد تغادر الأم لإحضار كوب الماء حتى سمعت صراخ طفلتها فعادت إليها مسرعة وشاهدت المرأة تسحبها من أذنيها وتشد بقوة “خرص الذهب” الذي كان مازال عالقا في اذن الطفلة حتى احدثت جرحا وسال الدم من أذن الطفلة واشتبكت الأم مع السارقة وفي نفس الوقت كانت تصرخ بصوت مرتفع مستغيثة بجيرانها الذين تجمعوا في نفس اللحظة وقاموا بالقبض على اللصة وتسليمها للشرطة لتجد العصابة بأكملها نفسها خلف قضبان السجن.

قد يعجبك ايضا