مراقبون وسياسيون لــــ(الثورة ) ..تعليقا على الاتفاق السياسي التاريخي بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام:
علامة فارقة في مسار الانتصار على قوى العدوان
استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
أشاد مراقبون سياسيون بالاتفاق الوطني بين المؤتمر الشعبي وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، معتبرين ذلك خطوة مهمة في توحيد الجبهة الداخلية على كافة المستويات وإعادة تلاحم النسيج الوطني وتجاوزاً حكيماً لمزالق الفراغ الدستوري ..
نتابع أحاديثهم تعليقا على الاتفاق وأهميته في هذا الاستطلاع الصحفي التالي:
* البداية مع الدكتور محمود البكاري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز الذي يرى أن أي اتفاق سياسي بين أي من القوى السياسية وخاصة الفاعلة والرئيسية هو في الأساس يصب في مصلحة الوطن لأننا لا نريد مزيداً من التأزيم والصراعات السياسية.
وأضاف: إن صيغة أي اتفاق سياسي داخلي أو خارجي بين بعض القوى السياسية أو كل القوى السياسية لابد أن يكون مقروناً باتفاق والتزام حقيقي جاد وواضح بالعملية الديمقراطية من خلال الاحتكام إلى العملية الانتخابية وما يقرره المواطن الناخب صاحب الحق في السلطة، هذا من حيث المبدأ، لكن من الممكن إذا كانت كافة أو معظم القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة متفقة ومقتنعة باعتماد خيار الديمقراطية التشاركية عبر التوافقات السياسية بما يعزز الجبهة الداخلية على كافة المستويات فهذا أمر ممكن ولذلك من المطلوب اخضاع هذا الخيار التشاركي للنقاش العام وإيجاد اجماع وطني.
متابعا بالقول : لابد أن تبقى الدعوة مفتوحة لمن يريد الانضمام من بقية الأطراف والمكونات وما أحوجنا في اليمن إلى أية صيغة سياسية تضمد الجروح وتحافظ على النسيج الاجتماعي.
صلابة وقوة
* الدكتور محمد الحميري يؤكداً أن التوصل إلى هذا الاتفاق وتوقيعه ومباشرة العمل به في هذا الظرف الزمني والتاريخي الخطير والمفصلي الاستثنائي في تاريخ اليمن يمثل علامة فارقة في تعزيز وتقوية وتوحيد الجبهة الداخلية لليمن وهي الجبهة التي وقفت وصمدت أمام العدوان الاطلسي الأمريكي الصهيوني وأعوانه من أعراب اليمن والخليج واتباعهم في الداخل والخارج وواجهتهم بصلابة وقوة أذهلت العالم وهزمت كل حلفاء الشر.
وقال: إذا كانت تلك الجبهة قد حققت النصر قبل أن توحد الصف وتحقق هذا الاتفاق الوطني فمن غير شك أنها ستكون قادرة اليوم على تحقيق أضعاف ما حققته وستكون مؤهلة أكثر لنيل رضوان الله وتأكيد أكبر على أن يمنحها النصر والتمكين وتحقيق كل أماني وتطلعات هذا الشعب الأبي في الحرية والوحدة والنصر والتقدم والإيمان الذي يجعل أهل اليمن في مقدمة شعوب الأمة إن شاء الله.
آليات ضبط
* من جهته يقول أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء الدكتور أحمد حميد الدين: إن الاتفاق بين الفصيلين الرئيسيين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهما المواجهين للعدوان يساعد الجبهة الداخلية على الاحتفاظ بتلاحم قواعدها الأساسية ضد هذا العدوان مع العمل على إيجاد بعض الآليات لضبط هذه المواجهة بعمل مؤسسي بعيداً عن العفوية الشعبية ووقف أي تطور للمناكفات غير المسؤولة وغير المنضبطة وأهم من الاتفاق أن تصلح النوايا في التنفيذ العملي.
تعزيز للجبهة الداخلية
* الإعلامية سبأ القوسي ترى بأن الاتفاق السياسي أفشل كل مخططات تحالف العدوان الذي راهن عليها طوال فترة عدوانه على اليمن والتي كانت أهم هدف له والمتمثلة بإسقاط الجبهة الداخلية عبر مرتزقته من خلال محاولة تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد عبر زرع النعرات الطائفية.
وتضيف سبأ القوسي: إن أهم مرتكزات تحالف العدوان والتي اعتمد عليها في تنفيذ عدوانه على بلادنا جعل بلادنا في فراغ دستوري تام ممسكاً بشرعية مزعومة أمام المجتمع الدولي كي يشن عدوانه على اليمن بذريعة هذه الشرعية كي يستند عليها في القتل بارتكاب أبشع المجازر بحق الوطن والشعب وأراد أن يظل الوطن بدون أي قيادة سياسية تحكم أو تظهر أمام المجتمع الدولي، كما أراد أن يظل الداخل أي الجبهة الداخلية في فراغ دستور كي تسقط الجبهة الداخلية وتسقط مؤسساته ويتفكك نسيجه الاجتماعي ليتناحر الجميع وينقل صورة ما يجري في الداخل على أنه بسبب المتمردين الانقلابيين بحسب وصفه لذلك ولكي يثبت للعالم أجمع بأنه يشن عدوانه للدفاع عن الشرعية المزعومة.
وأشارت القوسي إلى أن الاتفاق السياسي الذي وصفته باتفاق الشرفاء أربك كل أوراق تحالف العدوان وأفشل مخططات كانت جاهزة لتمريرها عبر مشاورات الكويت والحمد لله الذي وفق عقلاء الوطن لقطع الطريق على المتربصين باليمن .
* خالد الشائف، مدير عام مطار صنعاء الدولي، اعتبر الاتفاق خطوة نحو الاتجاه الصحيح لمواجهة العدوان وتسيير أمور البلد من خلال مشاركة أبناء الوطن المتواجدين في الداخل في تحمل مسؤولياتهم وتكاتفهم والصمود في وجه العدوان السعودي الغاشم وحلفائه وحل مشاكل المواطنين الاقتصادية وكسر الحصار الجائر والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها.
كفاءات
* فائزة المتوكل، إحدى قيادات منظمات المجتمع المدني تقول: إذا تم التنفيذ بشكل سريع وتبعه قرارات تعيين مما لا شك فيه أنه يربك العدو ويوحد الصف ولكنه يحتاج مع ذلك لتوعية كل فئات المجتمع بأهميته ليلتفوا حوله وعلى المؤتمر وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم الدقة والتحري في الاختيار والعمل كفريق واحد وأخذ قرارات مؤتمر الحوار في حساباتهم وبهذا سينجحون حتما اذا ما جعلوا القيم والشفافية والصدق في تعاملهم وسيلتف الشعب حولهم إذا لمسوا ذلك أتمنى نجاح هذه الخطوة والله من وراء القصد.
انتصار سياسي وعسكري
* من جهته اعتبر الدكتور خالد محمد الكميم، أستاذ القانون الدولي المساعد الاتفاق قنبلة يمنية صنعها بإحكام وفجرها قادة الشرف الوطني الأحرار من أنصار الله والمؤتمر في وجه أعداء اليمن داخليا وخارجيا .. انتصار جاء في وقت مثالي بعد افشال المتآمرين على اليمن مفاوضات الكويت ..
وقال: إن الاتفاق بحجم مواز للمؤامرة على اليمن التي دبرها الأعداء إضافة إلى أنه ربط ووحد الجبهة الداخلية بشكل لا نظير له وجعلها مواكبة للخطر المحتمل من أغشم عدو .. فما قام به أبطال اليمن حدث سياسي وعسكري واستراتيجي متقدم جداً.. لأنهم سبقوا الأحداث والاحتمالات الرهيبة بتلاحم يعد صفعة من العيار الثقيل لقوم الانحطاط في فنادق الرياض أولاً ولآل سعود وسياستهم الرعناء العبيطة ثانياً.
وأضاف الكميم: هو أيضا ضربة لم تتوقعها حتى الاستخبارات الأمريكية والغربية والتي تدرس كل تحرك (فليسوا كالبهائم التي تلبس العقال) بدليل امتناعهم عن إصدار أي تصريح أو بيان يرفض هذا العمل الواقعي أصلا وهذا خلاف الموقف الروسي والصيني القوي في الاعتراف ومن ثم بدء التعامل الدولي حتما مع المجلس السياسي.
وقال: وغير خفي لكل ذي لب أن لغة السلام الآن هي الأقوى وفق الاجماع الدولي دولا ورأي عام عالمي بعد حرب جائرة تكشفت فيها عورة الأنظمة الغربية والمنظمات الدولية حد الفضيحة، ولذا وبكل تفاؤل نجزم أنها أولى علامات النصر لشعبنا العظيم بحول الله، وقادم الأيام يحتاج على كل حال إلى تلاحم حقيقي لقوى الحرية والوطنية وإن كنت شخصيا أتمنى تصدر أنصار الله لقيادة إدارة الدولة داخليا، لأنهم الأنقى حالا وبالتالي هم الاقدر على اختيار شرفاء الوطن لقيادة المرحلة من كل الأطراف .. المهم أننا أمام نصر يماني يسجل لفرسان السياسة الأحرار لا يقل عن التفوق العملياتي العسكري في الحدود وسائر جبهات الشرف.
خطوة متقدمة
* مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان ذهب الى القول: إن الاتفاق السياسي بين جماعة أنصار الله وحلفائهم وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح طالما انتظرها الشعب اليمني منذ عام ونصف، فبعد أن توقفت ترتيبات الإعلان الدستور الذي اصدرته الجماعة ظل اليمن في حالة من اللادولة رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة الثورية العليا في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وإدارة الخدمات العامة والحفاظ قدر الإمكان على الاستقرار الاقتصادي، ولكنه يظل في كل الأحوال وضعاً غير طبيعي طال أمده ساهم في عزل اليمن عن المجتمع الدولي وجير مواقف اليمن في المحافل الدولية وبين اليمن ودول العالم لصالح تحالف قوى العدوان عبر مواقف وقرارات الرئيس المستقيل الفار هادي وحكومته في الرياض.
وتابع كهلان: إن إعلان المجلس الأعلى لإدارة الحكم في اليمن جاء نتيجة طبيعية ورداً حازماً لتعنت طرف الرياض في تحقيق أي تقدم يذكر في المفاوضات السياسية الجارية في الكويت في مرحلتها الأولى وظهور مؤشرات قوية لفشل المرحلة الثانية خاصة مع انتهاء مهلة الأسبوعين التي فرضتها الدولة المستضيفة لحل الأزمة السياسية اليمنية وبسبب انقلاب المبعوث الأممي على تفاهمات المرحلة الأولى من مفاوضات الكويت وتبنيه أجندة جديدة فرضها عليه تحالف قوى العدوان بقيادة السعودية وأمريكا وبسبب تبني حكومة الرياض إجراءات أحادية الجانب تضر بالاقتصاد الوطني وتعرضه للانهيار الشامل.
وختم بالقول : إذاً نحن أمام استحقاقات وطنية كبرى لمواجهة تحالف قوى العدوان وتعنت وفد الرياض وبالتالي يجب على القوى الوطنية عدم الوقوع مرة أخرى في شرك المؤامرات التي تحيكها تلك الدول عبر المؤسسة الأممية لإفراغ الاتفاق من محتواه كما فعلت في الإعلان الدستوري والمضي قدما في استكمال الترتيبات السياسية لتشكيل هذا المجلس في أسرع وقت ممكن.