الجيش الصحي
حمدي دوبلة
“الوضع الصحي في اليمن يقع في صدارة أولويات عملية إعادة الأمل”هذه هي آخر طرائف تحالف العدوان السعودي الذي يُتحفنا باستمرار بمثل هذه النوادر والتُرًهات.
نعم وضع العدو السعودي القطاع الصحي اليمني ومنذ الأيام الأولى لعدوانه على رأس اهتماماته فجعل من المشافي والمرافق الصحية أهدافا لطائراته وقذائفه وأغار على سيارات الإسعاف واستهدف الطواقم الطبية وهدم مراكز مكافحة الأمراض والأوبئة في المدن والقرى ومنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المرضى من الأطفال والنساء وكبار السن وحكم بالإعدام البطئ على كل مريض وسقيم اعتقادا منه بأن مثل هذه الأساليب القذرة من شأنها أن تكسر إرادة الشعب اليمني وتدفعه إلى إعلان الاستسلام والرضوخ لرغبات وأهواء مراهقي السياسة من حكام بني سعود.
لم يفطن هؤلاء الأغبياء وأسيادهم ولم يدُر في خلدهم للحظة واحدة بأن الشعوب العظيمة لاتزيدها مثل هذه المحن والشدائد إلا إرادة وعزما على مجابهة التحدي وبذل كل غالٍ ونفيس لبلوغ المجد والانتصار للوطن وحقوق شعبه في الحرية والكرامة والانعتاق من التبعية بكل صورها وأشكالها ..وماكان من أمر جيشنا الصحي وصمود رجاله الأبطال أمام وحشية العدوان إلا صورة مشرقة ونموذجاً مشرفاً لصبر وجلد الإنسان اليمني في مقارعة رزايا الأيام وصروف الليالي.
الأسبوع الماضي كنتُ ضمن وفد من وزارة الصحة العامة والسكان برئاسة وكيلها الشاب المُفعم بالحماس والمتوقد حيوية ونشاطا الدكتور ناصر العرجلي في زيارة لمحافظة الحديدة بهدف الاطلاع على سير الأداء في المستشفيات الحكومية والخاصة هناك وبحث تعزيز التنسيق والشراكة بين الجانبين للتخفيف من آثار وتداعيات الحصار وخاصة فيما يتعلق بالإسعافات والطوارئ ..لقد شعرت بالاعتزاز والفخر وأنا استمع إلى تأكيدات مسؤولي الوزارة والمحافظة ومكتب الصحة ورؤساء المستشفيات الحكومية والخاصة على بذل الجهود المشتركة لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين من أبناء المحافظة المترامية الأطراف بل وفي استقبال ضحايا العدوان من أبناء المحافظات الأخرى على غرار مصابي جريمتي العدوان في سوق مستبا ومدينة موظفي كهرباء المخا في حجة وتعز وكيف استوعبت مستشفيات الحديدة ولاتزال عشرات المصابين من المواطنين..ناهيك عن تقديم المرافق الصحية الخاصة منح مجانية للجرحى وغير تلك من الأعمال العظيمة التي تنم عن تكاتف وطني غير مسبوق في التصدي لهذا العدوان الأرعن.
أما ما رأيناه في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة فقد كان مثلجا للصدور فقيادة الهيئة ممثلة في رئيسها الرائع الدكتور خالد سهيل وبالتعاون مع كثير من الشرفاء لم تكتف بتقديم الخدمة الطبية بل عملت رغم شحة الإمكانيات وظروف العدوان والحصار على التوسع وافتتاح واستحداث مراكز ووحدات علاجية جديدة في مختلف التخصصات.
شكرا لجيشنا الصحي وشكرا للجماهير العريضة التي خرجت بالأمس في ميدان السبعين لمباركة الاتفاق التاريخي بين المؤتمر وأنصار الله وتحية إجلال وإكبار لأبطال الجيش واللجان وهم يتقدمون هذا الشعب العظيم ويقدمون أغلى التضحيات من أجل هذا الوطن وذودا عن كرامته ومستقبل أجياله.