جددت الصمود في وجه العدوان وقوى الغزو والاحتلال
مليونية “السبعين” تبارك الاتفاق التاريخي بين القوى الوطنية
اليمنيون سيحافظون على النهج الثوري باعتباره داعما لأي اتفاق ومقاوما لأي اختلال أو اعوجاج
صنعاء / سبأ
شهدت العاصمة صنعاء أمس بميدان السبعين مسيرة مليونية حاشدة تأييدا ومباركة للاتفاق السياسي الوطني التاريخي بين القوى الوطنية.
وحملت الجماهير التي خرجت رغم استمرار هطول الأمطار الأعلام الوطنية واللافتات المؤيدة والمباركة للاتفاق السياسي التاريخي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم وكذا المنددة باستمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن.
كما رددت الجماهير المحتشدة ” بالروح بالدم نفديك يا يمن ” .. مؤكدين صمودهم وثباتهم في مواجهة العدوان وقوى الغزو والاحتلال وتقديم مزيد من التضحيات في سبيل حرية واستقلال الوطن.
وفي المسيرة ألقى الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا كلمة حيا فيها جماهير الشعب اليمني الأبي الذي رفض الخنوع ورفض كل أدوات القهر والاستكبار وكل أنواع الخيانة ورفض أيضا الاستعمار .
وقال ” السلام على هذا الشعب الأبي الشجاع الذي لا يخاف أحدا إلا الله رأس ماله الكرامة والعزة والوفاء, رغم التضحية والألم إلا أنه أبى إلا أن يشاركنا في هذا اليوم لمباركة هذا الاتفاق الذي طالما دعا إليه قائد الثورة في خطابات متكررة “.
وأضاف ” واليوم وقد اجتمعت هذه القوى السياسية ولنبارك لها هذا الاتفاق وندعو بقية الأحزاب بما فيها ولو أنه يوجد لدينا ألم كبير ولكن وبما فيها الإصلاح إلى أن تشترك في هذا الاتفاق الذي يخدم الوطن كل الوطن ومن أجل الوطن سنتفق وسنتحد وسنعمل على أن نتراص وان نتآخى فيما بيننا “.
وأشار الأخ محمد علي الحوثي إلى أن الثورة اليمنية المباركة عمدت باستمرار على أن تجعل من الشراكة نهجا لها وأن تستمر في هذا المبدأ فوقعت في انتصار الـ 21 من سبتمبر الاتفاق الشهير والمعروف والمبارك من جميع أنحاء العالم ومن الأمم المتحدة وأسموه في ذلك الوقت اتفاق السلم والشراكة .
وتابع: إن الثورة وكل أفراد الثورة وكل المتعاونين مع الثورة يؤمنون بالشراكة مع إخوانهم جميعا لأننا نعرف أنه بالشراكة ومن خلال الشراكة نستطيع أن نبني الوطن ونستطيع أيضا أن نستفيد من مقومات الشعب فيما يخدم الوطن والمواطنين ” .
وقال ” إن الهدف الأول كان ولا زال في ثورتنا المجيدة هو تعزيز الجهود من أجل مواجهة العدوان الصلف المستكبر وما كان هذا الاتفاق إلا نتيجة لهذا التآمر الذي جمعوا فيه كل حلفائهم من الشرق والغرب ومن اليهود والنصارى ومن حلفائهم “.
وأضاف: إننا عندما نقف في هذا اليوم المبارك العظيم لا يسعنا إلا ان نقف بإجلال واحترام لنحييكم يا جماهير الشعب اليمني الذين أثبتم وطنيتكم وأبيتم رغم كل المعاناة ورغم المطر إلا أن تشاركوا في هذه الساحة العظيمة المباركة “.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن مشاركة جماهير الشعب في هذه المسيرة رغم العوارض والأمطار لدليل على حبها للنهج الثوري الذي يحمل الحرية والإباء ويحمل العزة والشموخ .. وقال : ولذلك سنعلنها مدوية أن هذا النهج الثوري سيحافظ عليه أبناء الشعب اليمني وسيكون داعما أساسيا للاتفاق السياسي ومقاوما لأي اختلال أو أي اعوجاج قد يحصل في المستقبل لأننا نحمل حريتنا ونحمل قرارنا الذي هو نابع من وطننا وشعبنا قرار وطني لا يخضع لأي ابتزاز أو مؤامرة “.
وأضاف : أيها الشعب اليمني العظيم رغم المآسي ورغم ما أراده العملاء والمرتزقة والحلفاء للشعب اليمني أن يصل إلى حدوده الدنيا فاستهدفوا فيه كل شيء استهدفوا مقوماته الأساسية وبناه التحتية وأرادوا بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها أن تندرج أو تذهب نحو الانهيار “.
وتابع : ولكن بفضل الله وبفضل جهودكم استطعنا في المرحلة الماضية أن نحافظ على استمرار المؤسسات واستمرار الجهود في الحفاظ على الأمن والاستقرار وكذا حفاظ الجيش واللجان الشعبية بالدفاع والذود عن هذا الوطن وكل هذا هو نابع من دعمكم ونتيجة لصمودكم انتم يا جماهير الشعب اليمني”.
ومضى بالقول ” واليوم يا أبناؤنا وإخواننا ويا أعزاؤنا وأحباؤنا وبمناسبة هذا الاتفاق وبما أن قائد الثورة قد أعلنها في خطاب سابق له بأنه يرحب بالاخوة المغرر بهم للعودة إلى الوطن وأن يعيشوا في ظل الوطن بأمن واستقرار لا يمكن ان يصابوا بأذى ما داموا قد عادوا فإننا اليوم نعلن عن تشكيل لجان خاصة بهذا العمل تشكل من محافظ كل محافظة ومدير أمنها والقيادات واللجان الشعبية والشخصيات الاجتماعية للتواصل والاتصال والتنسيق لاستقدام من أراد من المغرر ان يعود إلى وطنه وأن يعلموا أن كل الاموال التي تدفع لهم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغنيهم عن وطنهم “.
وحث رئيس اللجنة الثورية العليا اللجان على المسارعة في استقبال من يحب العودة من المغرر بهم .. وقال : أهلا وسهلا بهم في وطنهم وبين إخوانهم “.
وأردف : أيها الشعب اليمني الحر إن كان هناك من رسالة فهي رسالة حب وإعزاز وإجلال واحترام وتقدير لكل الحاضرين هنا ومن أعاقهم من الوصول الأمطار أو غيرها من العوارض وأيضا كل التحية و لأولئك الثابتين في ساحات الجهاد الرافضين للخنوع والذل الذين يواجهون الاستكبار بكل صلفه وكل أعماله العسكرية أولئك الأبطال في جبهات القتال لهم كل التحية كما هي لأسر شهدائنا العظماء الأحرار ولجرحانا الابطال الذين بذلوا دماءهم رخيصة من أجل الحفاظ على الوطن والحفاظ على مشاريع الوطن والذود عنه “.
ودعا المجلس السياسي الأعلى عند تشكيله إلى أن يعيد صياغة الدستور بما يتناسب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وأن يحمل أيضا وتكون من أساسيات سياساته خدمة الوطن والمواطنين.
واختتم رئيس اللجنة الثورية العليا كلمته بالقول ” ايها الأخوة إن كنا أحسنا في الفترة الماضية فلا نريد شكرا ولا جزاءً وإن كنا أسأنا فنطلب منكم السماح والعذر ” .
فيما أكدت كلمة الجبهة الوطنية الجنوبية التي ألقاها رئيس الكتلة الجنوبية أحمد القنع أن هذا الحشد الجماهيري من جميع أبناء الشعب اليمني يمثل ملحمة وطنية شعبية صادقة وانتصارا للوطن والحق والشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن والذي توج هذا الانتصار بوحدة الجبهة الداخلية الجبهة السياسية والجبهة القتالية.
ودعا إلى الوقوف مع أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية ومساندتهم في مواجهة ودحر قوى الغزو والاحتلال والعملاء وبائعي الأوطان .
وحذر القنع من دسائس العملاء المندسين عبيد المال السعودي بين أبناء اليمن الواحد وخصوصا بعد الاتفاق السياسي الوطني.
وقال ” نتوجه بالتحية للوفد الوطني المفاوض وعلينا ان نستعد لاستقبالهم بمثل هذه الفعالية عند عودتهم سواء اتفقوا أو لم يتفقوا فقد كانوا بحق جبهة قتال فجبهة التفاوض لا تقل عن جبهة القتال “.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية الحاشدة مباركة وتأييد الاتفاق السياسي الوطني الموقع بين القوى السياسية المناهضة للعدوان ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفائهم.
ودعا البيان بقية الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان للانضمام والتوقيع على هذا الاتفاق، وتأجيل الخلافات البينية بهدف التصدي للعدوان .
وقال ” هذا يوم عظيم يسجله التاريخ في أنصع صور العزة والكرامة يومٌ اكتملت فيه معاني الثبات والصمود بين اليمنيين في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي وتوّجت فيه الجبهة الداخلية باتفاق سياسي يضم كل القوى والمكونات السياسية والوطنية المناهضة للعدوان “.
وأضاف: وفي ظل ما نواجهه من أدوات القتل والتدمير الأمريكية وسياسات التجويع والحصار الصهيونية على مدى ما يقارب عام ونصف وبالنظر إلى واقع مفاوضات الكويت الجارية منذ تسعين يوماً واستمرار محاولات الالتفاف الفاشلة من قبل تحالف قوى العدوان وعرقلتها للتوصل إلى حل سياسي شامل؛ فإننا نعلن مباركتنا وتأييدنا المطلق للاتفاق السياسي الوطني “.
وأكد المشاركون في المسيرة أن الاتفاق السياسي الوطني يعدُّ انتصاراً هاماً للإرادة الشعبية والوطنية الصامدة في وجه العدوان والطامحة لتحقيق العزة والكرامة والنصر والاستقلال للجمهورية اليمنية .. لافتا إلى أنه لابد من السير في تنفيذه حفاظاً على مؤسسات الدولة وتسيير شؤونها ورعاية مصالح المواطنين .
وجدد البيان التأكيد على مواصلة الصمود والثبات في وجه كل التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تفرضها قوى العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني والاستمرار في دعم مختلف الجبهات بقوافل الكرم والإسناد.
ورفع البيان آيات الشكر والعرفان لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية الذين يُسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء ويحققون الانتصارات النوعية في جبهة ما وراء الحدود وكل الجبهات .
كما أكد البيان تخويل الوفد الوطني المشارك في مفاوضات الكويت باتخاذ كل المواقف والإجراءات التي تنسجم مع قوة وصلابة الموقف الشعبي والجماهيري ووضع حرية واستقلال وسيادة اليمن فوق كل اعتبار وعدم التجاوب أو الانصياع للمصالح الأجنبية المشبوهة أياً كان حجم التحديات والضغوطات.
تخللت المسيرة قصيدة للشاعر عاقل بن صبر عبرت عن المناسبة.