دي ميستورا يحذر من فشل مشاورات التعاون الروسي الأمريكي بشأن سوريا
جنيف/ وكالات
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لبحث اقتراحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حول تطبيع الوضع في سوريا.
وقال بورودافكين أمس، إن موسكو تعول على أن دي ميستورا سيسرع إجراء المفاوضات السورية في جنيف بعد بدء العملية الإنسانية في حلب، معربا عن أمله في أن استعداد الأسد لمناقشة اقتراحات المبعوث الأممي وإيجاد قرارات حول حلب سيساعدان دي ميستورا في المضي قدما نحو تسوية الأزمة السورية.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الرئيس السوري وجه سابقاً في 24 يوليو دعوة إلى رمزي عز الدين رمزي نائب دي ميستورا الذي ينوي زيارة دمشق غداً.
وشدد بورودافكين على أن عملية الانتقال السياسي بمشاركة المعارضة المعتدلة في إصلاح مؤسسات الدولة تمثل الطريق الوحيد لتسوية الأزمة السورية.
وأكد المندوب الروسي لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أن المفاوضات السورية المقبلة يجب أن تبدأ دون أي شروط مسبقة وأن تكون مفاوضات مباشرة شاملة تجري بمشاركة أكراد سوريا.
من جهة أخرى، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن وفدا من الخبراء الروس سيصلون اليوم الجمعة إلى جنيف للتشاور من نظرائهم الأمريكيين بشأن تنفيذ اتفاق وقف القتال في سوريا.
من جهة أخرى حذر المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس من تبعات فشل موسكو وواشنطن في التوصل إلى اتفاق حول التعاون العسكري في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف قال دي ميستورا: “في حال عدم تكلل هذه المناقشات (بين روسيا والولايات المتحدة) بنجاح، فلا شك أن ذلك سينعكس بصورة سلبية للغاية على إمكانية إنجاح المفاوضات” الجارية بين الحكومة السورية والمعارضة.
وتابع الدبلوماسي: “في كل حال من الأحوال ستكون المفاوضات صعبة، لكن علينا أن نعطيهم (أطراف النزاع) أقصى قدر من الفرص”.
مع ذلك فقد أجاب دي ميستورا بالنفي على سؤال عما إذا كان سيلغي الجولة الدورية من المفاوضات السورية السورية المخطط لها أواخر أغسطس المقبل في حال عدم نجاح المشاورات الروسية الأمريكية حول التعاون العسكري بين البلدين في محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وقال المبعوث الخاص: “لا.. لا أقول لكم أنني سألغي هذه المفاوضات، فالأمم المتحدة حريصة كل الحرص على أن تحاول وتحاول مرة ثانية وثالثة في حالة الفشل.. تلك هي فلسفتنا، لا سيما في ظل هذا الوضع المأساوي”.
وفي تعليقه على إعلان وزارة الدفاع الروسية عن بدء عملية إنسانية مشتركة بين دمشق والجيش الروسي في مدينة حلب السورية، قال الدبلوماسي إنه “لم تكن هناك مشاورات معنا” بشأن هذه العملية.
وذكر أنه ينوي التشاور مع المقر الرئيس للأمم المتحدة، وخاصة مع ستيفن أوبراين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وذلك من أجل معرفة “رؤيته الشخصية” لهذا الموضوع.
وفي رده على سؤال يتعلق بقرار وزارة الدفاع الروسية إرسال خبراء إلى جنيف لبلورة خطوات مشتركة من أجل إعادة الوضع في حلب إلى استقراره، ذكر دي ميستورا: “حسب فهمي، فهناك عدد من الخبراء العسكريين والمدنيين من روسيا، وربما من الولايات المتحدة، في طريقهم إلى جنيف”.
وتوقع المبعوث الدولي أن تتناول المشاورات بعض التفاصيل، “لأن الشيطان يكمن في التفاصيل”. وامتنع دي ميستورا عن الإدلاء برأيه الشخصي إزاء المبادرة الروسية، قائلا إنه يحبذ أن يدرسها أولا زملاؤه المسؤولون عن الشؤون الإنسانية.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الحكومة السورية والجيش الروسي يطلقان عملية إنسانية واسعة النطاق في مدينة حلب، موضحا أن العملية تجري بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.