فؤاد عبدالقادر –
شبøوا عن الطوق¡ كبروا قبل الأوان¡ تفتحت مداركهم وعيونهم¡ فرø◌ِقوا بين الكذب والحقيقة.
مع الفجر¡ مع الضوء الأول¡ ومع نسمات الصباح الباردة¡ نهضوا من سباتهم¡ وخطوا الخطوة الأولى على الطريق الطويل¡ ذهبوا يبحثون عن المدينة الفاضلة¡ يحدوهم الأمل بأنهم لا محالة سيجدونها.
شباب في عمر الورد¡ يسابقون الزمن¡ يحاولون اللحاق بالمستقبل المشرق¡ يتشبثون بالآمال والأحلام الوردية.
ملتحقون بقوس قزح¡ فوق رؤوسهم أكاليل الغار¡ هم لم يشيبوا عند الفجر¡ العكس صحيح¡ هم ولدوا وكبروا مع بزوغ الفجر وإطلالة الشمس المشرقة.
غدا◌ٍ سيغيرون وجه التاريخ¡ ويكونون أكثر تميزا◌ٍ وعنفوانا◌ٍ¡ إنهم المستقبل.
غدا◌ٍ يأتون فرحين بما أكرمهم اللø◌ِه¡ تستقبلهم المدينة الفاضلة بأقواس الزينة¡ بالزغاريد والفرح¡ بأنهار من العسل والحليب¡ ترش أمامهم العطور¡ وحبيبات الفل والياسمين وكاذي العدين¡ تفرش السجاد تحت أقدامهم وتغسلهم بماء الورد.
نستطيع إذا◌ٍ أن نطير إليها
كتب أحمد عبدالمعطي حجازي¡ الشاعر الكبير والمترجم من الفرنسية¡ قصائد جميلة¡ ولعل القضية العربية الفلسطينية قد أخذت فسحة من نشاطه الشعري¡ وعندما قام المقاومون الفلسطينيون برحلة إلى داخل فلسطين للقيام بعملياتهم الفدائية¡ مستخدمين الطائرات الشراعية¡ قال حجازي:
نستطيع إذا◌ٍ أن نطير إليها
كما طار هذا الصبي النزق
نستطيع إذا◌ٍ أن نتم قصيدته
نتعلم رقصته
في سديم الغسق.