العراق يغرق بالعنف على إيقاع الانتخابات


تقرير/ قاسم الشاوش –
دخل العراق نفقا◌ٍ مظلما◌ٍ من سفك الدماء من خلال وقوع الانفجارات والهجمات الإرهابية التي تهز عددا من المدن العراقية والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من العراقيين الأبرياء
وتأتي التفجيرات الجديدة والقاتلة متزامنة مع بدء العد التنازلي لانتخابات مجالس المحافظات لتؤكد فشل العملية السياسية في نقل البلد من حالة الفوضى إلى وضع الاستقرار¡ بل تبين تحوøلها¡ على عكس المأمول تماما¡ سببا آخر لإزهاق أرواح مئات العراقيين.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات التي وقعت في بغداد وكركوك وطوزخورماتو وبلدات أخرى في الشمال والجنوب لكن جناح القاعدة يشن حملة على الحكومة لإذكاء الصراع الطائفي.
وينتخب العراقيون بعد غدö أعضاء مجالس المحافظات البالغ عددها نحو 450 وهي انتخابات تعد اختبارا للاستقرار السياسي في البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر 2011م كما ستقيس هذه الانتخابات مدى قوة رئيس الوزراء نوري المالكي السياسية مقارنة بمنافسيه قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 2014م..ومنذ بداية الحملات الانتخابية لقي 12 مرشحا مصرعهم بينهم سياسيان سنيان معتدلان..
ويتوقع مراقبون للشأن العراقي أن تشهد الانتخابات المحلية عزوفا ملحوظا من قبل المواطنين بسبب خيبة الأمل التي أصابتهم جراء تعاقب أشخاص غير مهنيين واستمرار معاناتهم على مدى تسع سنين مضت لم يلمسوا خلالها أي تحسين يذكر على كافة مستوياتهم الحياتية ..
ويصاحب العنف أزمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة في الحكومة التي تقسم فيها المناصب بين الأحزاب الشيعية والسنية والكردية في ائتلاف غير عملي لتشارك السلطة ويصف منتقدون المالكي بأنه حاكم مستبد فشل في الوفاء باتفاقيات اقتسام السلطة. ويهدد بتشكيل حكومة أغلبية لإنهاء الأزمة.
وتراجع العنف منذ ذروة القتل الطائفي في 2006 و2007 م عندما تسبب هجوم كبير لتنظيم القاعدة على مرقد أحد كبار أئمة الشيعة في موجة من الأعمال الانتقامية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف.
وكان 2012م أول عام يشهد زيادة في عدد القتلى في العراق خلال ثلاث سنوات. ومنذ بداية هذا العام أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات بينها تفجيرات انتحارية على أهداف شيعية وقوات الأمن.
وبعد مرور عشر سنوات على الغزو الأمريكي للعراق بدأت القاعدة تستعيد موطئ قدم في العراق خاصة في المناطق الصحراوية في غرب البلاد بالقرب من الحدود السورية
وأعلنت “دولة العراق الإسلامية” أنها وحدت صفوفها مع جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا.
 ويرى مسلحون سنة خاصة جناح القاعدة أن حكومة بغداد التي يقودها الشيعة تقمع الاقلية السنية في العراق .. ويستفيد المسلحون السنة من حالة الاحباط التي تعاني منها الطائفة السنية التي يشعر الكثير من افرادها بالتهميش منذ الاطاحة بصدام حسين وصعود الاغلبية الشيعية ..

قد يعجبك ايضا