الناس وحوش . .!
توفيق الشنواح
توفيق الشنواح –
أتذكر أنني توجست ـ في البدايةö ـ مرتابا وخيفة تجاه الكثير من الزملاء الذين رافقونا في الرحلةö التعريفية التي أقامها برنامج ” جسر الشباب اليمني التركي ” لعدد من شبابö وشابات الثورة السلمية إلى جمهورية تركيا الشقيقة واستمرت لستةö أيام اطلعوا خلالها على التجربة التنموية التركية الفريدة والرائدة واختتمت مؤخرا..
وعطفا على طبعي السيئ فقد شعرت ـ حينها ـ بسد سامق شاهق ينتصب بيني وبينهم ويخنق الكلمات على الشفاه لمنع أي مبادرة تسعى لتذيب هذا الجليد الكئيب .. حتى تكشفت لي حقائق وجدانياتهم رويدا رويدا ..ومكنون وعيهم شيئا فشيئا ..
فإذا حناياهم رهيفة شفيفة حـد التلاشي .. وضمائرهم سيالة ميالة لبعضهم حد التماهي تواقة لبناء وطن جديد بدلا عن ذلك الوطن الذي ينهش أبناءه كما تنهش أنثى الوحش صغارها..
وإثر عودتنا لأرض الوطن وافتقادي لهم قارنت شعوري السابق بما عقبه من تغيير عميق في الشعور اللاحق لأتعجب من الظنون السريعة التي نطلقها نحن بنو البشر تجاه بعضنا ومن ظنوني التي تخذلني أحيانا ولأدرك مدى صدق وعمق وصوابية المثل اليمني الأثير: الناس وحوش .. حتى يتعارفوا!!
فحمدت المولى أن رزقني مرافقة أجمل كوكبة.. ومعرفة أنبل مجموعة استشفيت عيونها ترنو بتوق شديد لرصدö المعلومة المفيدة .. وتدوين الفكرة الوليدة التي يمكن أن تحمل من بلد العظيم أردوغان لنبني بها هذا اليمان ..!