خيرية الهندي….ريشة تناطح الخيال

حاورها / مصطفى المنتصر

الناجحون والمبدعون من أبناء هذا الوطن المكلوم في الداخل والخارج ..هم الأمل بمستقبل هذا الوطن وإطلالة فجره المشرق المنتظر بزوغه ، بهم نقتدي لأنهم طريق الحياة والرقي لشعوبنا المنهمكة في الصراعات ولهم تنحني الهامات .
هي واحدة ممن جمعت بين الريشة والقلم ، بين التراث والمعاصرة للواقع المعاش .
تستلهم أفكارها من جمال الطبيعة فتمزجها بفرشاتها الملونة الراقية ..معلنة بذلك ميلاد لون آخر من ألوان الحياة وجمالها الساحر ..

خيرية محمد أحمد الهندي ولدت في أول نهار من يناير 1988م
خبطت بأجنحتها في عدة مجالات ، دراسات إسلامية ودبلوم الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب وآخر جرافكس ومحاسبة مالية…
تقول خيرية رداً على من أنتِ ؟ قائلة : سؤالك من أكون أثار لغتي… له أبعاد أخرى في داخلي… فأنا بقايا روح من بعض الأحلام المتعبة التي لم تبتسم منذ زمن أعياها اغتراب مزمن أمام جدار خائب فصلني عن حدائق وطني المعلقة… أظن الآن التقى الاسم بالمضمون .
وتقول عن لوحتها الأولى وعلاقتها بالرسم  ” لوحتي الفنية الأولى كانت تحدياً لتتحرر ذاتي من معتقل الأفكار الوهمية بأني لا أستطيع فتظاهرت ببعض القوى ورسمت أول لوحة لي في 2011م بعدها وجد قلبي الممتلئ لوحة بيضاء ليختزل فيها كل ما ألم به ، أما علاقتي بالرسم فهي علاقة عصفور بغديره علاقة نغم يتأرجح بعيداً عن هذيان العالم… كلحن يقرأني بعيداً عن ذاتي ” .
ضمن نشاطها المحلي تعتزم الفنانة الشابة إقامة ثلاثة معارض في شهر أغسطس القادم أحدها في  جاليري وزارة الثقافة و الثاني في بيت الفن بصنعاء و معرض ثالث في فندق برج السلام  وتقول عن أن مشاركاتها الخارجية لازالت ما بين رهان قلب وهاجس انتظار.
تنتقي خيرية مواضيع لوحاتها من جمال الطبيعة التي لم يشوهها البشر بعد… ومن صور بادلتها حوار صامت في زاوية ذاكرتها فأضفت إليها رائحة الخيال ، وبعض اللوحات من اختيار أستاذها ” هشام العلفي ” .
ورداً على سؤال : لمن ترسم خيرية ؟ أجابت  : أرسم لأحلامي هروباً من واقع متعثر، لأطفئ ضجيج كتلة مشاعر شوهها الزمن ، لعلي أرمم ماضٍ بابتسامة مثقلة بالحب ، أرسم لعلها تفتح لي نافذة على ما تبقى من أفق .
وعن اللون والفكرة تقول ” أفضلهما معاً ،فاللون يصوغ من إيحائه شعراً والفكرة هي ذاك الإيحاء الذي يعبر عن أشياء حقيقية بصورة تماثل خشونة الحياة وجفافها وتارة أخرى يعزف سيمفونية عبق الحياة وجمالها على مرفأ الألوان ” .
لا خطط لديها غير أن تتعلم وتتحدى اللوحات بحثاً عن تقنية جيدة خاصة بها ..بعدها قررت أن تجسد بريشتها عما عجزت المفردات أن تسطره وها هي ما تزال في خضم التجربة حد قولها .
وعن دعم الأسرة والمجتمع تعبر عن بأسف قائلة : دعم الأسرة والمجتمع ذو طابع واحد فلا الأسرة تدرك قيم الفن والجمال ولا المجتمع يعزز التربية الفنية ويدعم المبدعين للارتقاء بهم ، الأقرب إلي دعم صديقتي زمزم الشقري التي دائما ما تضيأ ني كلما عبس وبهت الحلم في وجهي  ولن أنسى الشكر لأهلي .
شاركت خيرية في عدة معارض داخلية منها معرض ببيت الثقافة المصري والسوري ومعرض في البيسمنت للفنون ومؤخراً معرض جاليري وزارة الثقافة نساء يبدعن من أجل السلام .
تتطلع هذه الفنانة الشابة والحالمة لأن تخرج من صفحات الخيال لتكون منظورةً للحياة ، تريد أن تبحر في محيطات الفن وتتعلم وتبدع وتحاكي المتذوقين بلغة العيون مترجمة بأعمالها مشاعر ورؤى لتصل الى القيمة الجمالية التعبيرية .
كان لخيرية كلمة أخيرة في هذا الحوار لخصتها بالحب والأمل وعبرت بحروف مليئة بالألوان الدافئة قائلة :
الجرح يولد الأدب والفن أيضاً  يجعلك تستيقظ على نهار قدراتك فلا تدعه يذبل وهج حياتك دع القلب يفرز ألوانك ولنرابط على ثكنات الحب من جديد ، وأخيراً غيمة ثناء أرسلتها رياح عطرة لتمطر غيث كلمات شكر وتقدير لكم أنتم مصطفى ولصفحة ” شباب ” على إتاحة هذه الفرصة لنربي الأمل في عش ضوئي هاهنا .

قد يعجبك ايضا