الأخوان المسلمون وهيكلة الجيوش.. بين هادي وأردوغان

حسن الوريث

كانت عملية إعادة الهيكلة للجيش اليمني هي المقدمة لتفكيكه وإضعافه تمهيداً لشن الحرب على اليمن وهو ما تحقق فعلاً بحيث تم إيكال المهمة إلى هادي وهاهو الجيش التركي يسير في نفس الاتجاه نحو الهيكلة والتفكيك والمهمة هذه المرة أنيطت باردوغان والقاسم المشترك في كلا الحالتين هم الأخوان المسلمون الذين يستهويهم موضوع هيكلة الجيوش وتفكيكها حتى يتسنى لهم السيطرة على مفاصل البلدان بعد أن يكونوا قد اطمأنوا بأن الجيوش لن تكون قادرة على لجمهم وإيقافهم عند حدهم .
عقب أحداث ما تم تسميته بموجات الربيع العربي شهدت البلدان العربية أحداثاً جسام حروب أهلية وعمليات إرهابية وتفكك وانهيارات وانقسامات كبيرة في البنية السياسية والاجتماعية والأهم هو محاولات تدمير الجيوش العربية بحجج مختلفة إما أنها جيوش عائلية أو أنها كانت لحماية الأنظمة أو غير ذلك من الحجج والمبررات التي كان يتم تسويقها للوصول إلى الهدف وكان الجيش اليمني من أول أهداف تلك الموجات التي قادتها الأحزاب المنتمية لحركة الاخوان المسلمين، فقد تم تفكيك الجيش اليمني عن طريق ما أصطلح عليه بإعادة هيكلة الجيش والأمن وتم استجلاب خبراء لهذا الغرض من بلدان كثيرة وفي مقدمتها أمريكا التي كانت تقود موجة الربيع العربي من الخلف وبالفعل تم تسريح الجيش اليمني وتفكيك الكثير من الأسلحة الهامة وخاصة منظومات الدفاع الجوي ومنظومة الصواريخ البالستية التي كانت تشكل خطراً على الأمن كما كان يتم الترويج له وكان هناك بعض الأشخاص الذين تم استخدامهم للهيكلة والتفكيك وفي اليمن كان هادي هو حصان طروادة الذي تم استخدامه لتحقيق عملية التفكيك والتدمير .

في تركيا التي يحكمها الآن حزب أردوغان الإخواني يسير في نفس الطريق لهيكلة الجيش التركي بهدف استكمال السيطرة على كل مفاصل الدولة التركية، وفي اعتقادي أنه استفاد من تجربة الإخوان المسلمين في اليمن الذين نجحوا في تفكيك الجيش اليمني وتدميره عبر إعادة الهيكلة لكنهم فشلوا في اللحظات الأخيرة في السيطرة على البلاد بسبب ظروف معينة فاتجهوا إلى السعودية لتستكمل ما بدأوه في التدمير، وهاهو أردوغان يعلنها صراحة أنه بصدد إعادة هيكلة الجيش التركي وهذا معناه تدمير عقيدة الجيش التركي المؤمن بمبادئ الجمهورية الأتاتوركية التي أسسها وأرسى دعائمها مصطفى كمال أتاتورك والذي وضع دستوراً ومبادئ للحفاظ على البلاد من طموحات البعض وخاصة هذه الجماعات التي لاتؤمن إلا بنفسها ووجودها هي فقط ولا تؤمن بأحد غيرها .
اعتقد أن موضوع الهيكلة للجيوش العربية والإسلامية خطة صهيونية أمريكية بتمويل ودعم خليجي يهدف إلى خلق جيوش ضعيفة لا تؤمن بمواجهة إسرائيل وليس لديها أي عقيدة لتحرير الأراضي الإسلامية والعربية الواقعة تحت السيطرة الصهيونية وكذا إيجاد جيوش يتم إدارتها بالريموت كنترول من قبل أمريكا أو تشكيل الجيوش العربية بعقيدة الحروب فيما بينها أو على الأقل إنشاء جيوش منكفئة على نفسها لا تغادر حدود مدنها وبلدانها أو تبقى أدوات لقمع شعوبها فقط كما في بعض الدول ومنها دول الخليج، وفي اعتقادي أن الجيش التركي والشعب التركي لن يستسلموا لرغبات أردوغان في إعادة هيكلته للسيطرة على تركيا والانقضاض على الجمهورية التركية وسيكون لهم رأي آخر ويمكن أن نرى أردوغان وأركان حزبه قريباً في السجون بتهمة الانقلاب على مبادئ الجمهورية التركية الأتاتوركية وسيكون سقوط أردوغان والاخوان المسلمون سقوطاً مدوياً .

قد يعجبك ايضا