منظمات ميتة

محمد غبسي

لا يكاد يمر أسبوع إلا ونحن نقرأ خبراً عن إشهار منظمة شبابية هنا أو هناك وتخلف ضجة إعلامية بفعالية صغيرة كحفل إشهار فتتناقل الصحف والمواقع شعار المنظمة وأهدافها التي تكتب بعناية لإقناع الناشرين بالمساهمة في خلق تلك الضجة والتي يتم الاعتماد عليها لاحقاً للتسول والسرقة باسم حوالي 60% من سكان اليمن .
يمرالأسبوع الثاني وتتحول قضية القائمين على المنظمة إلى البحث عن الدعم والتمويل من الداخل والخارج ، في الأسبوع الثالث يتمكنوا من استئجار شقة ويأثثوها بالكنب والملصقات و تنتهي أنشطتها كمنظمة شبابية بوضع لافتة ضوئية عريضة على مدخل الشقة ، هكذا تنشأ المنظمات في بلادنا لخدمة الشباب وتنشط وتموت في محيط شهر واحد .
بعض منها تحاول البقاء لكنها في أحسن الأحوال تقوم بعمل فعاليات صغيرة جداً لا تسمن ولا تغني من يأس ، وبعضها تموت ” مقدماً ” بسبب غياب الدعم والتشجيع من الجهات المعنية ورجال المال والأعمال وتفشل أخرى لسوء نية القائمين عليها أو عدم مصداقيتهم أو صعوبة حصولهم على الدعم والثقة كون العمل الشبابي لا يمت بصلة لاختصاصاتهم ، مثل هذه المنظمات تعجز عن الحصول على دعم لإقامة فعاليات أو تبني مبادرات شبابية ، وتعجز حتى عن استئجار شقة ، فيكتفي القائمون عليها ” والقائمون على المنظمات غالباً ما يكون شخص واحد ” بعمل صفحة في أي من مواقع التواصل الاجتماعي والسهر على جلب معجبين بأنشطة المنظمة  في” الصفحة ” .
وأحياناً لا تتمكن المنظمة من فتح صفحة فيسبوكية ،لأن صاحبها لا يقرأ ولا يكتب  .

قد يعجبك ايضا