مسرحية أردوغان
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
تحوَّل العالم بأكمله إلى محلل سياسي نتيجة لما حدث من انقلاب تم التخطيط له جيداً من قِبَل أردوغان، ليقوم بعدها بتصفية معارضيه.. فبينما كان الأتراك ليلة الانقلاب يرفعون العلم التركي كان الكثير من الناس في اليمن يرفعون صورة أردوغان ويستبدلونها بصورتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا هو الفارق في الوعي بين من يمجِّد شخصاً بعيداً لا يمت إليه بصلة جغرافية، وبين مواطن تركي يخاف على وطنه ويرفع رايته.. أما الذين رفعوا صور أردوغان فليس إلا انطلاقاً من أيديولوجيا غير نظيفة.
أصحابنا الذين رفعوا صور أردوغان لم يتحدثوا عن الإبادة التي تحدث في قرية الصراري، وعن الدم اليمني الذي يُسفك بقدر اهتمامهم بالأردوغان.. وهناك نظَّامون وشعراء يمنيون قاموا بتدبيج قصائد مديح للسلطان أردوغان، ووصفه بأنه المنقذ والمخلِّص، وأنه آخر عود ثقاب في الكبريت الإسلامي.
يفعلون كل هذا دون خجل، ويصمتون عن دماء يمنية تُسفك وأرواح تزهق في قرية الصراري.. يصمتون لأن أصحابهم هم من يقوم بهذه الإبادة، ويصمتون لأن أصواتهم في يد مالكها الذي قام بشرائها.
لم يستنكروا إيقاف أردوغان لأكثر من ثلاثة آلاف قاضٍ، وإغلاق أكثر من ثلاث مائة مدرسة، وأكثر من مائة مؤسسة تعليمية، وأكثر من تسعة آلاف معتقل.. وكأنهم يريدون أن يقولوا له: افعل ما شئتَ فقد غفر الله لك!!
أردوغان تحدث للجزيرة، وصرَّح عن عودة الإعدام، وإذا قال الشعب فيهم كلمته فسوف يقوم هو بالتوقيع على إعدامهم..
المفارقة هنا أن الشعب سيعدم القضاة!!
سيكون أردوغان غبياً كما كان مرسي، وسيصل بتركيا إلى نقطة يصعب الرجوع منها، وسيدخلها في نفق مظلم، دون أن يدري أنه الآن يحفر قبره بيديه، ويؤسس لانقلاب قادم لا يستثني أحداً.