صاحبي والجن المجانين
د. إبراهيم إسحق
دعاني احد أعز زملاء الدراسة للمقيل في منزله ولي من الجلوس معه بضع سنين.
فوجئت بأني المدعو الوحيد فجلسنا لا ثالث معنا إلا الله وكانت جلسة رائعة تجاذبنا فيها أطراف الحديث وذكريات الدراسة والشقاوة، وما أن بدأ ظلام الغروب وعلا صوت أذان المغرب حتى تغير وجه صاحبي وامتقع لونه وتبدلت حركات جسمه؛ خيرا … ما بك يا صاحبي وصديقي العزيز؟ سألته فقال: بيتنا هذا مسكون! قلت له: أكيد مسكون بكم!!! أجاب: لا.. بل مسكون بيني وبينك بجن، قلت مبالغا في إبداء الدهشة: جن ماذا يا صاحبي؟ وكيف عرفت؟ !؟ قال ويداه ترتعشان: كل ليلة وفي منتصف الليل يملأون الصالة وهات يارقص وياجنان حتى أذان الفجر ، ادعيت أني مصدق كلامه وأني مستعد لمساعدته وغدا سآتيه بالحل النهائى الناجع؛؛؛ وافترقنا على موعد بعد صلاة الجمعة [??/? ?:?? ص] ibrahim m ishak: ؛ والتقينا بعد الصلاة وفي شارع البيت الزقزقي الذي فيه بيت صاحبي سحبته على جنب بعد أن تلفت يمنة ويسرة وقلت له بصوت منخفض: خلاص الحل موجود. .. قال: كيف؟ قلت: ذهبت الى ولي من أولياء الله وحكيت له حكايتك بالكمال والتمام؛ فقال لي : صف لي بيته، فوصفت له ما اعرف؛ فسأل : هل معه حديقة؟ قلت: نعم؛ فقال : صفها لي؛ فوصفت حتى ذكرت له شجرة الجوافة، فقال: بسسس… قف عند حدك؛ عادك الا صغير. .. الجن يا ولدي كفاك الله شرهم تجذبهم شجرة الجوافة وعلى صاحبك أن يقتلعها اليوم قبل الغد؛ فما كان من صاحبي إلا الهرولة واتى بإثنين اعفاط عتاولة واقتلعوا الشجرة في غمضة عين.
بعد أيام – والكلام لايزال لولدي- زرت صاحبي فاحتفى بي أيما احتفاء وسألته عن الحال فقال: تمام التمام ؛ قلعناهم وقلعنا الشر والجنان معاهم؛ فتبسمت وأنا اقول لنفسي: بل اقتلعت الوهم الذي في قرقرتك.
قال إبني: هل تعرف يا أبي من الولي؟ قلت : لا؛ ضحك وقال: ما رأيك انفع اكون ولياً من العارفين؟ أمسكت بيده وقلت: أبوكم ابدى يا عيالي، فسحب يده وقال: لا كبر ابنك خاويته، وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا.