مهزلة الانقلاب في تركيا.؟!؟!
أحلام عبدالكافي
مسرحية الانقلاب التي حدثت في تركيا والتي لم تمض عليها إلا ساعات قلائل حتى تم الإعلان عن أنه تم السيطرة تماما على الوضع من قبل القوات الأردوغانية الباسلة .. ليست إلا كسابقتها من تلك المسرحيات المحاكة ضد الوعي العربي والتي يتم لها الترويج المكثف والسريع غير مدفوع الثمن من قبل من هم أنفسهم من يخاف أصحاب المسرحية أن يتم كشفها من قبلهم فإذا بهم هم من كانوا خير معين لنشرها وتصديقها .
مسرحية انقلاب تركيا،لا تختلف كثيرا عن مسرحية حرب أمريكا ضد الإرهاب ولا يختلف كثيرا عن مسرحية شرعية هادي ولا تختلف أيضا عن مسرحية أن مملكة آل سعود هي من تحمي الإسلام ولا تختلف أيضا عن مسرحية أردوغان نفسه قبيل الانتخابات الرئاسية التركية عندما صرخ في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحدث معه وكأنه حامي الحمى العربي،،،ليكون هو نفسه اليوم من يطبع مع إسرائيل علنا بعدما كان التطبيع من تحت الطاولة ضد هذه الأمة بتحشيد الدواعش وتدريبهم في الحدود التركية التي تعتبر بؤرا استراتيجية لتصديرهم للدول العربية الإسلامية لنشر الخراب والدماء،،،أما عن كون تركيا هي الملاذ لكل إخواني خائن لوطنه عميل للخطة الصهيو أمريكية فحدث ولا حرج.
ما يهمني في هذا الصدد هو أن علينا نحن الشعوب التي تحاك ضدنا كل هذه المسرحيات أن نكون أكثر نضجا من خلال عدم التسرع في إصدار الأحكام والبناء عليها الذي بدوره هو من سيحرك فينا الانجرار السريع لمساعدة وخدمة من حبك فصولها،،،لنكون نحن الضحية والجلاد في نفس الوقت…عندما تقاس الأمور بروية وأن ننظر للأمور بعين المتأمل الذي يحمل في قلبه بُعدا قرآنياً سيرى أنه من الناحية العملية والمنطقية لا يمكن أن يكون هناك انقلاب بهكذا سرعة وفجأة دون سابق إنذار إلا أن يكون هناك طبخة ويالها من طبخة خطيرة يراد منها لفت أنظار العالم لما بعدها من مكيدة ولما أرادوا له وهي إبراز شعبية أردوغان للجميع وبأنه الرئيس المقدّس لديهم رغم تطبيعاته الأخيرة مع إسرائيل الذي يعده الشعب التركي لا ولن يمس بشعبية أردوغان الإخواني لثقتهم الكبيرة به وكأن التطبيع مع إسرائيل عدوة العرب أصبح ضرورة على جميع الشعوب الإسلامية التسليم به….أما ما أراده أردوغان من مسرحيته هذه هو القبض والزج في السجون كل القيادات العسكرية والوطنية التي مازالت مخلصة لتركيا ليخلوا الجو لأردوغان الاخواني وكل من والاه.
(أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ) تعساً لكل من وثق صلته بأعداء الله أمريكا وإسرائيل بستار ديني ليكون هو من يفتك بهذه الأمة ومن يسفك دماءها وهو من يسعى لهلاكها…. وسحقا لأردوغان ولآل سعود وللسيسي ولعمر البشير ولحكام دويلات الخليج ولكل من ارتمى تحت نعال اليهود والنصارى ليبوء بغضب الله وبكونه عبدا ذليلا لأسوأ من على هذه الأرض من المجرمين والطغاة فساء قرين وساءوا مستقرا ومصيرا ولو بعد حين وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.