إرهاب حلال وإرهاب حرام
حسن الوريث
خلال أيام قليلة في نهاية شهر رمضان المبارك ضربت العراق واليمن ولبنان والأردن وبنجلاديش واندونيسيا والسعودية عدد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات من المواطنين في هذه الدول ولعل أغرب ما في الموضوع هو أن جامعة الدول العربية والأزهر الشريف والعديد من الأنظمة بادرت إلى اختيار عملية واحدة لإدانتها فقط وهي العمليات الإرهابية التي وقعت في السعودية وخاصة في الحرم النبوي الشريف فيما تجاهلت بقية العمليات الإرهابية رغم أن كلها عمليات إرهابية وأودت بحياة العديد من المواطنين .
مع إيماننا الكبير بأن استهداف مسجد رسول الله خط أحمر ويجب أن ندينه جميعاً إلا أننا أيضاً يجب أن يكون لنا موقف واحد من كل تلك العمليات الإرهابية ولا يجب ان ننتقي بعضها لندينها ونحرمها ونجرمها بينما بقية العمليات لا نتحدث عنها وكأنها حلال وهذا ما يتضح جلياً من المواقف التي نتابعها لمشائخ السعودية والاخوان المسلمين وبعض الأنظمة عقب كل عملية إرهابية تضرب أوروبا حيث يبادرون إلى إدانة هذه الهجمات الإرهابية وفي كل مرة يقولون إن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين وأن القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود بمحاربته أيا كان مصدره بموقف أخلاقي موحد لا يفرق بين إرهاب وإرهاب حسب النظرة المصلحية الضيقة لكنهم أي هؤلاء المشايخ نسوا أو تناسوا أن يدينوا كل الهجمات الإرهابية التي تضرب الكثير من الدول العربية والإسلامية.
عناصر الإرهاب من جماعة القاعدة وداعش وأخواتهما تنفذ عمليات إرهابية تستهدف المساجد والمصالح العامة والأسواق في صنعاء وبغداد ودمشق والقاهرة وتونس ومقديشو وغيرها لكن هؤلاء الذين يقولون إنهم مشايخ علم وكأنهم غير موجودين وكأن الإرهاب الذي يضرب المسلمين في نظرهم حلال ويندرج في إطار محاربة البدع كما تقول هذه الجماعات وكما يقال السكوت إقرار بشرعية الفعل أي ان سكوت هؤلاء عن هذه الأعمال يعني إقراراً منهم بشرعيتها بل ويؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية تتلقى تعليماتها من هؤلاء المشايخ.
وما يلفت النظر في هذه البيانات والتصريحات التنديدية من هؤلاء والذين يقولون إن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين بينما هؤلاء الذين يدعون لأنفسهم أنهم علماء ومشايخ الدين وحماة للإسلام والشرعية الإسلامية هم من يحرضون على قتل اليمنيين والسوريين وكل العرب والمسلمين وما يجري في اليمن من قتل للمواطنين وحصار وتدمير بموافقة هؤلاء بل وبمباركة من مفتي السعودية وخطيب الحرم الذي يتربع على قمة هذه الهيئة يدل على ما ذهبنا إليه ويؤكد أن هناك إرهاباً حراماً وإرهاباً حلالاً فالإرهاب الحرام هو الذي تتعرض له الدول الغربية والأوروبية وبعض العمليات في السعودية والإرهاب الحلال هو الذي تتعرض له الدول العربية والإسلامية وبأن قتل اليمنيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين في نظر هؤلاء حلال حلال حلال.