حاوره / هيثم القعود
فنه يشابه الدهشة .. إبداعه لامس الخيال , جاذبية الأرض لم تسلم منه .. عبدالرحمن الشعبي واحد من ملهمي العالم استطاع ممارسة ما يسمى ” فن التوازن ” بـ توازن الأحجار , وغيرها من الأشياء بطريقة خيالية المظهر والجمال . ما يميز هذا الفن أن له من الصبر الكثير الذي لا حدود له , والتحمل فوق الطاقة . لم يسلم من ردود معجبيه التي كانت منها الايجابية والأخرى سلبية , لم يسلم أيضا بوصفه (الساحر) ..تفاصيل كثيرة وشيقة تجدونها في سياق هذا الحوار: ..
– عبدالرحمن سامي الشعبي , شاب في مقتبل عمره , يبلغ من العمر 18 سنة , ويدرس الثانوية العامة , لديه عدة اهتمامات كالقراءة والرياضة والتصوير وغيرها , لكن ” فن التوازن ” هو الاهتمام الأكبر الذي استحوذ عليه خلال السنوات الماضية فأصبح أحد رواده الشباب حول العالم .
– عن بدايته مع هذا الفن يقول عبدالرحمن : كانت بدايتي في ” فن التوازن ” كأي بداية لتجربة شي ءجديد , ولكن المختلف أنني بدأتها بكل حماس وشغف , مما جعلني أمكث لساعات كثيرة من أجل إنجاز أي شكل حتى أن واحداً من أعمالي قد يتجاوز الـ 7 ساعات متفاوتة بهدف إنجاز رصة من الأحجار بشكل متوازن , وهذا ما يميز فن التوازن انه يحتاج إلى الكثير والكثير من الصبر وقد تغلبت على هذا العامل , وهذا ما جعلني اعرف أنني متمكن في هذا المجال .
– ردود فعال مختلفة تجاه ممارسته لهذا النوع من الفن حيث كانت نظرة الجمهور عندما ينظرون له نظرة دهشة وتعجب وعدم تصديق بقدرات هذا الشاب على موازنة الأشياء المختلفة , وعندما ينجز أحدها أمامهم يبقون أيضا في حالة دهشة واستغراب إلى درجة أنهم يلقبونه بـ ” الساحر ” وفي أغلب الأحيان تؤدي دهشتهم إلى إسقاط الشكل للتأكد من انه طبيعي ولا يوجد فيه أي حيلة فنية أو خدعة بصرية .
– وعن مصدرالدعم والتشجيع الذي يتلقاه الشعبي يقول : والدي هو الداعم الأساسي لقدراتي من الجانب المعنوي والمادي بل وبذل كل جهده ليساعدني في مشواري , وكذلك أمي وجميع أهلي كان لهم الدور الكبير في تشجيعي , وأيضا صديقي محمد مسعود الذي له الفضل الكبير فيما أنا عليه الآن بعد الله سبحانه وتعالى . أما بالنسبة للجمهور فقد تلقيت الدعم المعنوي لكنني لم أتلق دعماً مادياً من أي جهة إلى الآن , ومع ذلك أوجه شكري لكل من مد يد المساعدة وساهم في دعمي .
– لكن الواقع لم يبعد عبدالرحمن من خيبة الأمل التي تصيب أغلب الشباب المبدعين ومن الطبيعي جداً أن تكون هناك خيبة أمل في ملامح هذا الشاب المليء بالسحر والجاذبية بسبب غياب التشجيع خصوصا ممن لهم القدرة على ذلك , لكنه لم يدعها لتصبح العائق في مواصلة هوايته لما لهذا الفن من مكانة في نفسه واحترام لدى العامة وما يحمله أيضا من معان ورسائل قيمة .
– وعن المستقبل يقول الشعبي : طموحي المستقبلي لهذا الفن هو محاولة وصفه بأدق الأشياء وكشف أسراره التي من الممكن الاستفادة منها بشكل كبير في مختلف المجالات , وأيضا محاولة إضافة لهذا الفن بشيء من الاحترافيات ليزيد من جماله وروعته .
وبعد تخرجي من الثانوية ارغب الدراسة في مجال الهندسة لما لها من صلة متعلقة بالفن الذي أمارسه ولمحاولة استنباط أسرار وأشياء قد تفيدني في التطوير لهذا الفن .
شارك في عدة كرنفالات وفعاليات متنوعة عديدة أهمها : الكرنفال الفني الجماهيري ” كلنا اليمن” وفعالية ريشة تحاكي السلام” ويترقب المشاركة في معارض عربية دولية ،
ويلاحظ من خلال أعماله أنها لا تقوم فقط بموازنة الأحجار كما أن فن التوازن لا يقتصر على الأحجار فهو فن واسع يعتمد على مبادئ محددة لتوازن الأشياء , وأهمها معرفة شكل وحجم ووزن الأشياء التي يقوم بموازنتها , ثم توزيع ثقلها على محور الجاذبية بشكل فني وبتلك المبادئ يمكن موازنة أي شيء .
الكثير من المواقع الإخبارية والقنوات المحلية والعربية والدولية سلطت الضوء على هذه الموهبة ويقول عبدالرحمن : نقطة تشجيعي ودفعي للأمام كانت من الإعلام المحلي والدولي المرئي والمسموع والمقروء وهذا ليس بكاف ولكنني أتطلع إلى أن يكون اسم (عبد الرحمن الشعبي ) مسموعا ومعروفاً لدى كل يمني وعربي .
وفي رسالته الأخيرة عبر “شباب ومهارات ” اختتم الشعبي قائلاً : أتوجه بالشكر لصحيفة الثورة ولقرائها على إعطائي مساحة للتعريف ب عبد الرحمن الشعبي , وأكرر من باب صدق الضمير أن هناك العديد من المواهب والمبدعين والمفكرين في اليمن يسعون لتحقيق أهدافهم , وقد يكون هدفهم الأكبر أن يجعلوا من اليمن بلداً أفضل ولكن للأسف المشكلة أنهم لا يجدون الدعم المادي وربما المعنوي ممن لهم القرار وهذا يؤثر سلبا عليهم فيجب دعم هذه الفئة من المجتمع لأنها الفئة المنتجة والفاعلة في إحداث ثورة فنية ثقافية ذات اثر نوعي وجديد .