فجأة يحدث انفجار
فارس العليّ
في الحقيقة لم يعد للمفاجأة دهشة في وجوه الجميع ، ﻻ ينهض الناس في هذا الصباح ليروا بدافع الفضول ما الذي حدث !
هذا جزء مما يحدث في القرن الواحد والعشرين من زمن العولمة ، عولمة الانفجار في نواحينا المحلية من دول العالم الثالث ضحية الامبريالية الرأسمالية التي تتباهى بشرف وكرامة الإنسان في عالمها الأول.
يحدث سؤال ملح الآن في غصة اللحظة الوطنية ، عن قيمة الإنسان هنا و ادعاءات الحقوق والمساواة والإنسان العالمي الذي جلبته لنا كتب مخيلة ما بعد الحداثة الغربية، نقصد الإنسان الذي يموت في لمح بصر الميديا دون أن يرف جفن العالم الحضاري الذي يبكي على اتفه اعتداء ضد الكلاب المتشردة في بلدانهم المتقدمة ، ويقدموه لنا في مقاطع اليوتيوب و كأنهم ملائكة بُدلاء لعدالة و رحمة السماء !
نحن البشر الذين نموت بدسائسكم الماكرة والتي تقدمونها كتبغ مسموم تسعله افكار التعجرف الاقتصادي إلى ان تبصق دماء الفقر فوق اطفالنا و نسائنا وكهولنا ، بل وتطرشون سموم تقدمكم الصناعي على قفر بلداننا الطرية وتصنعون لنا طيورا وعصافير لتفجيرها في اجسادنا دون أن ترفع منظمات الخضر أي احتجاج بيئي !
هذا الصباح من عام ثان تمر به اليمن من التمزق وأشكال الصراع والاحتقان وأنتم تقدمون نصائحكم كل فترة وكأننا أطفال نتقاتل تحت سقف بيتنا على من يصل للعبة أولا.
تقتلوننا وتمنحون اليد التي أطلقت الزناد مسؤولية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، تخرجونها من القائمة السوداء لقتلة اطفالنا في أكبر فضيحة تشهدها منذ تأسيسها لمجرد حفنة أموال لعينة وبراميل نفط تسودون بها قلوبكم وإنسانية حضارة العصر الحديث برمته ، سيكتب التاريخ ذلك ولن ينسى كيف انكم ضحكتم وراء زجاجات ناطحات السحاب ، سيكنسكم المستقبل من آماله وتطلعاته ويتطهر من اقاويلكم السفاحة ، سيتحرر العالم الثالث من مسخراتكم ويضع لنفسه قوانين لائقة بطيبته وفطرته التي تحبها الطبيعة ، بما في ذلك أخطاؤهم السخيفة والمميتة التي عمدتم إلى تصويرها ضمن مجال اكشن افلامكم اللقيطة حول جناة متخيلين ، نقاتل اشباحكم ولا تؤذي الرصاصة سوى اجساد بعضنا البعض .
أيتها المسوخ سيأتي الصباح الذي لن ينفجر، وإن حدث فسيهب الناس بغرابة لالتقاط السيلفي المثير لتوثيق الحدث النادر في بلادنا السعيدة .
صباحك أوطان حالمة ايها العالم الثالث..