الثورة نت/..
رغم أن الكليبات مدفوعة الأجر ليست بالظاهرة الجديدة التى دخلت فجأة على صناعة الموسيقى فى الوطن العربى، حيث ظهرت قبل سنوات أولاً فى إذاعات لبنان، ثم انتقلت إلى قنوات الأغانى وبالتحديد قناة “ميلودى” التى أدخلت هذا المفهوم والفرض على المطربين فى الوطن العربى لإذاعة كليباتهم، ومع ركود صناعة الموسيقى لأسباب كثيرة من ناحية الإنتاج وغياب ظهور مواهب فنية حقيقية جديدة وعدم تفعيل قانون الحفاظ على الملكية الفكرية، إلا أن هذه الظاهرة عادت وبقوة من جديد بل توغلت وتخطت ما هو أبعد لتشمل إلى جانب إذاعات وقنوات الأغانى، القنوات العامة والشبه إخبارية وهو الأمر الذى كان بمثابة الصدمة للمواهب التى تبحث عن فرصة ولا تجد جهة إنتاج تتبناها وتضطر أن تعتمد على مجهودها الذاتى.
تحدث إلى “اليوم السابع” أحد أهم صُناع ومطورين صناعة الموسيقى فى السنوات الأخيرة والذى فضل عدم ذكر اسمه، حيث قال إنه دائمًا ما يعجز لسانه عن النطق عندما يتقابل مع أحد المواهب الفنية التى تبحث عن فرصة وهو يبكى من أجل عدم قدرته على إذاعة أغنيته الجديدة على الإذاعات وعرضها على فضائيات الأغانى نتيجة مبدأ “الإذاعة أو العرض مقابل الدفع” وهو ما يعنى أن تكلفة العمل التى تساوى 10 قروش على سبيل المثال سيضطر أن يدفع أمامها 100 قرش حتى يخرج العمل للنور، أما آخر المفاجآت فى هذه المسألة هى أن كل من يملك المال ولا يملك الموهبة يستطيع أن يصنع أغنية ويدعى أنه مطرب ويفرض أغنيته علينا على الفضائيات وهو ما حدث مؤخرًا فى قناة فضائية لبنانية شهيرة تقدم برامج سياسية وإخبارية واجتماعية ومنوعة بعض الشىء قامت بعرض كليب أغنية لمطرب لا يمت للغناء بشىء وذلك كل نصف ساعة تقريبًا على شاشتها، وهو ما أثار الاستياء، فمهما كانت نجومية الفنان يجب أن يدفع حتى لو كان وائل كفورى أو نانسى عجرم أو نجوى كرم أو غيرهم.
من ناحية أخرى أصبحت جميع إذاعات وقنوات مصر ولبنان باستثناء إذاعات مصر تطبق سياسة “الدفع مقابل الإذاعة” وهو ما سيؤدى مع الوقت إلى:
أولا: إفساد الذوق العام بسبب ظهور فئة تملك المال لا علاقة لها بالفن والغناء لكن بقدرتها المالية ستنتج أعمالاً رديئة مفروضة على الناس.
ثانيًا: تأثر المحتوى الموسيقى وعدم خلق أعمال غنائية جيدة فى سوق هو بالأصل يعانى من ضعف فنى فى الوقت الحالى.
ثالثًا: تأثر صناعة الموسيقى بهروب المنتج الفنى الحقيقى وعدم ضخ أموال فى أعمال فنية جديدة وبالتالى عدم ظهور مطربين ومطربات جدد.
خامسًا: انخفاض مدخول صناعة الموسيقى بشكل عام ووارداتها من فنانين يمثلون بلدهم للخارج، بعض ظهور نوعية جديدة من الغانى لا تمت للفن بصلة ولا تعيش ولا تعبر عن أى إبداع.
المصدر : اليوم السابع