الأنا.. والآخر

محمد المساح –
ويواصل «إمبرتو ايكو» فإطلاقية هذا المعيار قد تتعرض في الغالب للمساءلة.. فإذا قمنا بتطبيق هذا المعيار على كل من الباكستان وإيطاليا نجد أن الباكستان تملك القنبلة النووية أما إيطاليا فلا¡ فهل يعني هذا أن إيطاليا أقل حضارة من الباكستان¿ وكما يقول «إيكو» إذا ذهبنا بعيدا◌ٍ في تطبيق هذا المعيار على أنفسنا الغربيين: فلماذا لا نحترم الحضارة الإسلامية التي أعطتنا إبن رشد وابن سيناء وأبو بكر بن طفيل.. وأهم مؤرخ اجتماعي هو ابن خلدون في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يقتلون المسلمين في القدس.. ويرى «إيكو» أن معيارا◌ٍ مطلقا◌ٍ مثل هذا سواء استند على «الأنثربولوجيا» علم الإنسان¡ الوصفية أو التاريخ.. يظل سلاحا◌ٍ ذو حدين.. فما هو معروف عن الأتراك في التاريخ الغربي وقسوتهم وأنهم كانوا يضعون أعداءهم على الخازوق.. لا يبرر القسوة البيزنطية التي كانت تقتلع أعين الأعداء.
وضمن هذا الإطار فإن كل معيار له حدوده التي يتحرك فيها¡ فليست هناك حقيقة عامة أو جدل يستند واحدا◌ٍ أوحد.
وهنا يقول «إيكو» أن هذه الطبيعة هي التي منحت الأوروبيين الفرصة لتعرية تناقضتهم الخاصة¡ مع أنهم في الكثير من الأحيان قد لا يكونون قادرين على حلها.
فمن بين التناقضات التي قد تظهر في هذا المدخل من خلال الأمثولة: كيف نتمكن من إطالة أعمار الملايين الذين يموتون في أفريقيا من الإيدز وأعمارنا في الوقت نفسه.
بدون أن نتقبل دورنا وذنبنا في الكوارث الاقتصادية والبيئية التي جعلت الملايين يموتون من الجوع والإيدز في أفريقيا نفسها..
ويدعو «إيكو» بدلا◌ٍ من هذا الغرب لتطبيق مدخل يسمح لنقل التجربة الغربية للآخرين دون رعاية وبتجرد من الماضي الكئيب ويشير في هذا الاتجاه إلى منبر دولي «هو المنظمة للثقافة العابرة للقوميات والتي يبدو أن «إيكو» يشرف عليها في جامعة «بولونيا» في جنوب إيطاليا.

قد يعجبك ايضا