موسكو/
حذر الكرملين من أن توسع الناتو يزعزع لا الاستقرار في أوروبا فحسب، بل ويضر بالمصالح القومية لأعضاء الحلف انفسهم.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس: “تؤدي مواصلة سياسة توسع حلف الناتو إلى نسف أسس أمن أوروبا، وزعزعة الاستقرار في القارة، بالإضافة إلى الإضرار بالمصالح القومية للدول الأعضاء في الحلف”.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستضطر للرد على اقتراب البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو من حدودها.
ودعا لافروف في تصريحات له بـ يريفان أمس، فنلندا إلى عدم الانجرار وراء “إغواء” الانضمام إلى النهج المعادي لروسيا التي يتبعه حلف الناتو.
وأوضح قائلا: “تحمل هذه المسألة طابعا عسكريا تقنيا بحتا. من الواضح، أنه إذا كانت البنية التحتية التابعة لمنظمة سبق لها أن أعلنتك خصما لها، تقترب من حدودك، عليك تقديم الرد بطريقة ما. ولقد تراكمت عندنا خبرة كافية، وتعرف وزارة الدفاع الروسية وهيئة الأركان، بلا شك، ما علينا أن نفعل في هذا السياق”.
وكانت قيادة حلف الناتو قد أعلنت أنه على الفنلنديين أنفسهم أن يقرروا مسألة الانضمام المحتمل للحلف.
من جانبه قال ينس ستولتنبرغ أمين عام الناتو إن الحلف سيقر خلال قمته المرتقبة في وارسو خطة لتعزيز أمنه، تعد الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة.
وأضاف ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل انطلاق قمة وارسو التي ستعقد يومي 8 و9 يوليو الجاري، أن الناتو سيعلن خلال القمة عن “وضع منظومة الدفاع المضاد للصواريخ التابعة له في حالة الاستعداد القتالي الأولي”.
وكشف الأمين العام أيضا أنه من المتوقع أن يزيد الحلف في العام الحالي من نفقاته العسكرية بـ8 مليارات دولار، أي بنسبة 3%.
وأكد أيضا أن الناتو سيعزز وجوده في منطقة البحر الأسود عن طريق نشر لواء إضافي في رومانيا.
كما تناول ستولتنبرغ مسألة تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، معربا عن قناعته بأن رحيل بريطانيا التي تتحمل حاليا نحو ربع نفقات الحلف على الدفاع المشترك، لن يؤثر على دورها داخل الناتو بأي شكل من الأشكال.
وأردف قائلا: “يبقى دور بريطانيا كما هو، ولندن حليفة قوية لنا”.
وعلى الرغم من أن القرارات المرتقبة لقمة الناتو، تثير قلقا بالغا في موسكو، أعرب ستولتنبرغ عن أمله في عقد اجتماع لمجلس “روسيا-الناتو” قريبا بعد انتهاء قمة وارسو. وأكد أن الاستعدادات لهذا الاجتماع مستمرة.
وفي شأن ذي صلة، أكد أمين عام الناتو أن الحلف يخطط قريبا لفتح مركز إقليمي له في الكويت من أجل تكثيف التعاون مع دول الخليج وتعزيز الأمن في هذه المنطقة.
هذا وتوقع أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن يركز الاجتماع المرتقب لمجلس “روسيا-الناتو” على بحث القرارات التي سيقرها الحلف خلال قمة وارسو، ولا سيما الخطط لتعزيز قدرات الناتو على جناحه الشرقي وعواقب هذه التعزيزات على الأمن الأوروبي.
Prev Post
Next Post