صنعاء / سبأ
أكد علماء وفقهاء واقتصاديون وجوب زكاة القات كونه من المحاصيل النقدية وأحد مصادر الدخل المتعدد خلال العام الواحد ، وأن زكاته كالنصاب المحدد من زكاة الزروع والثمار وفقا لما جاء في قوله تعالى ” “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ”.
وشدد العلماء على ضرورة إخراج زكاة القات عند كل عملية حصاد للمحصول وليس كما يعتاد الكثير من مزارعي القات على دفع زكاته للدولة مرة واحدة في السنة، حيث يغل القات أكثر من مرة في العام ، مدللين على ذلك بقوله عز وجل ” وآتوا حقه يوم حصاده “.
وأشاروا إلى أن محصول القات يصنف ضمن الخضروات والثمار والنباتات التي يجب إخراج زكاتها يوم حصادها وتعامل كزكاة الزروع .
ونتيجة لأن الزكاة أحد الموارد الاقتصادية للدولة التي يتم توريدها من قبل أصحاب الأموال سواء كانت تلك الأموال نقدية أو أراضٍ أو زراعة أو صناعة أو حيوانات ويتم توريدها بواسطة مكاتب الواجبات في عموم محافظات الجمهورية ، فقد اعتبر العلماء أنه من أنكر وجوب الزكاة فقد خرج عن الإسلام ، ومن امتنع عن أدائها مع اعتقاده بوجوبها فإنه آثم وعلى الحاكم أن يأخذها منه قسرا أو يأخذ منه نصف ماله كعقوبة لامتناعه منع الاعتقاد .
وبين العلماء والفقهاء الفرق بين الضريبة والزكاة ، فلا تستبدل الضريبة التي يدفعها المسلمون للدولة بالزكاة لأن الزكاة حق الله في أموال الأغنياء تدفع للمساكين والفقراء بينما الضريبة تعود على دافعي الضرائب من خلال صرفها في توفير خدمات للمواطنين مثل بناء البنية التحتية ، وإنشاء مدارس ، وشق الطرق وما شابه ذلك ، ولذلك لا يجوز اعتبار هذه الضرائب من الزكاة.
وتقدر زكاة الزروع بـ 5 بالمائة للمروية بالتكاليف والنفقات و10 بالمائة للزروع التي تعتمد على مياه الأمطار أي التي تروى بدون عناء أو مجهود .
ووفقا لوزارة الأوقاف والإرشاد فإن الالتباس الذي يحصل في آلية تحصيل زكاة القات وتسليمها للدولة ناتج عن تدني الوعي لدى المزارعين بأهمية دفع الزكاة ودورها في تطهير أموالهم وخيرات أرضهم، وأنه من الملاحظ في زكاة القات أن هناك خطأً كبيراً في تحصيلها يفضي إلى خطأ آخر في تقديرها ، حيث أن زكاة القات اختلط فيها الأمر ما بين زكاة عروض التجارة وبين ثمار الأرض، فزكاة القات لا يتم تحصيلها من جهة الاختصاص إلا في نهاية العام فقط ، كأنها زكاة تجارة على الرغم أنها تُخرج وتحصّل عند حصادها لقوله تعالى: ” وآتوا حقه يوم حصاده ” .
وأكدت الوزارة أهمية الإلزام بإخراج زكاة القات وفقا لما تم تقديره من قبل العلماء والفقهاء والذين أوضحوا أن زكاة الخضروات مثلها مثل زكاة الثمار يُعطى حقها يوم حصادها ، عندما تأتي ثمرتها فيؤخذ منها العشر إذا كانت تسقى بماء السماء ونصف العشر إذا كانت تسقى بالمضخات والتي تروى بالتكاليف وفيها عناء.
وحول آلية تحصيل زكاة الزروع وفقا لعدد من مكاتب الأوقاف في المحافظات فإنها لا تعتمد على إقرار المكلف بل على التقدير الدقيق ، وأن آلية تحصيل زكاة الزروع ما تزال غير دقيقة أو واضحة ، وأن كثيرا من المكلفين لا يؤدون هذه الفريضة ومن يؤديها لا يؤديها على وجهها الصحيح وهو أمر يخالف ما أمر الله تعالى .. محملين الدولة المسؤولية في إيجاد مختلف الوسائل والتسهيلات لتمكين المكلف من أداء هذه الفريضة دون عناء وتسليمها إلى ولي الأمر.
وأوضح العلماء والاقتصاديون أن آلية تحصيل الزكاة لا زالت تعاني الكثير من المعوقات وهي بحاجة إلى إمكانيات مالية وبشرية من أجل ضمان شمولية تحصيلها على مستوى واسع لتشمل كافة المناطق والأحياء البعيدة عن إدارات ومكاتب الواجبات الزكوية في مختلف المحافظات .
وأشاروا إلى أن آلية تحصيل زكاة القات والخضروات والحبوب الغذائية المختلفة تواجه العديد من المشاكل والمعوقات أبرزها أن هناك قصوراً في عملية تقديرها .. مشددين على أهمية الاستشعار بالمسؤولية من قبل الجميع سواء في تقدير الزكاة أو تسليمها للدولة لأنها أمانة يجب الالتزام بها وإخراجها كما حددها الشرع ..
واعتبروا التهرب والتحايل في إخراج الزكاة وفقا لنصابها خروجاً عن الشريعة الإسلامية .. مبينين أن الزكاة فرض وركن من أركان الإسلام وعبادة يتقرب من خلالها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى ولا يجوز لأي شخص التساهل فيها وهي كالصلاة يجب أن تؤدى كاملة دون نقصان .
وعن دور زكاة القات في الاقتصاد الوطني اعتبر أكاديميون بجامعة صنعاء أن القات مصدر أساسي وفاعل لدعم الاقتصاد ويسهم في التخفيف من الفقر خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من الفقر والبطالة، كما أن زكاة القات أحد الوسائل المساهمة في حل كثير من المشاكل سيما المتعلقة بالدخل الذي يتركز في يد فئة محدودة في المدن، فضلا عن كونها أداة تساعد على توسيع المنافع الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي عند عملية تنظيم أخذ الزكاة.
وتكمن أهمية الزكاة كركن من أركان الإسلام ودورها في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، باعتبارها أداة للمساواة والعدالة وإيجاد روح التكافل الاجتماعي، فضلا عن مردوداتها في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتي تتأتى ثمارها في تهذيب النفوس وحمايتها من الشح والجشع .
وأكد المختصون أن زكاة القات إذا تم تحصيلها بطريقة سليمة تشكل رافدا أساسيا وهاما للاقتصاد وستلعب دورا فاعلا في التنمية والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين وسيتم بواسطتها حل كثير من المشاكل والأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد .
كما تلعب الزكاة دورا هاما في حماية المجتمعات من الهزات الاقتصادية والاجتماعية وإشاعة التكافل بين أفراد المجتمع ونشر روح المحبة والإخاء بين الأغنياء والفقراء .