يوميات صائم.. رجل المرور

عبدالفتاح علي البنوس

رجل المرور من العناصر الضروري تواجدها في رمضان بهدف تنظيم حركة السير والتخفيف من الاختناقات المرورية وهو مواطن محدود الدخل مثله مثلك يخرج منذ الصباح تحت حر الشمس وهو صائم من أجل خدمة الناس والحرص على سلامتهم ومركباتهم وهذا الشخص من حقه عليك أن تشكره على ما يقوم به وتساعده على أداء المهام الموكلة إليه بالتزامك بقواعد وقوانين المرور وإرشادات السير لا أن تجعل منه غريما وخصما لك لمجرد ملاحظته عليك أو تسجليه لمخالفة نتيجة مخالفتك لقواعد وأنظمة السير فلا يوجد بينك وبينه ثأر أو شريعة على ميراث أو بينك وبينه أي شكل من أشكال الخصومة فالمسألة لاتتعدى تطبيق النظام والقانون, قمة السخف وأنت تشاهد أحد السائقين وهو ينزل من على سيارته ليعتدي على رجل المرور بحجة أنه لمس (طبق) السيارة بيده وقال له (إطلع ) فثار كالثور الهائج في وجهه رغم أن المسألة (إيزي قوي) والدنيا سلامات وما بش داعي لخفة العقل و (التبراش ودوار المشاكل والتشناج ) في نهار رمضان لكي لا( تجرحوا صومكم ويسكبوا دمكم أو تسكبوا دم غيركم في لحظة نزق) رجل المرور مواطن مسكين (معه جهال )( يرحم الله )ويجب أن  نتعاون معه كلنا ولا غلط نوضح له الغلط( مش نخليها عليه محلقة ) و(نكسر ناموسه ونهينه بين خلق الله )ونتعامل معه على أنه حق (زلط ) ونعمم هذه الثقافة وهذة النظرة على كل رجال المرور , هذا ما (يسبرش ) لأن رجل المرور هذا المتهم والمهان من قبل الكثير منا  يعمل من أجلنا ومن أجل مصلحتنا وما فيش بيننا وبينه شي يخلي البعض يحقدوا عليه إلى هذه الدرجة المفرطة  .
المشكلة أن الحقد ضد رجل المرور  لدى البعض يتعدى لغة  التهديد أو السب أو التهجم والاعتداء إلى حد القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وكم هي القضايا الجنائية التي سقط فيها العديد من أفراد المرور على يد بعض النافدين من مسؤولين ومشائخ ووجهاء وبعض بلاطجتهم وهم يؤدون مهامهم الرسمية على مرأى ومسمع المارة والطامة الكبرى عندما تكون الدولة هي من تلعب دور الوسيط لدى أهالي الضحايا وتمارس عليهم الضغوطات من أجل إجبارهم على أخذ الدية أو التنازل عن القضايا وكأن رجل المرور لا قيمة له في أوساط المجتمع وينظر إليه بهذه النظرة الدونية وخصوصا عندما لا يكون من المسنودين إلى قبيلة أو شيخ نافذ ولعل هذا الانتهاك الصارخ للنظام والقانون هو ما يدفع البعض إلى التمادي في تطاولهم على رجل المرور وانتهاكهم لحقه في الحياة فلو كان هناك حزم شدة في التعامل مع أي اعتداء يتعرض له رجل المرور وتتم معاقبة المعتدين دونما مماطلة أو تسويف أو قبول بأي وساطات أو حلول قبلية ,ولا أعلم ما هو سر هذه الفوضى وهذا الانفلات الحاصل والقائم في مثل هذه القضايا والتي ما تزال متواصلة ومستمرة حتى اليوم في ظل غياب سلطة الردع والضبط وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك الذي يتحول فيه رجل المرور إلى مستهدف من قبل بعض مرتادي الطريق من السائقين وأصحاب المركبات وبالتحديد قبل الإفطار  والتي تتحول إلى ماراثون للبلطجة والسلبطة على خلق الله وفي مقدمتهم رجال المرور الذين يبذلون الجهد والوقت من أجل تنظيم حركة السير تحت حرارة الشمس و تحت المطر وفي العطل والإجازات والأعياد .
نحن بحاجة إلى جرعات وكرسات مكثفة من الوعي والتثقيف القانوني والمعرفي والسلوكي لكي نستطيع التمييز بين ما هو لنا وما هو علينا وما يجب علينا أن نكون عليه من وعي واحترام لكل فرد من أفراد المجتمع  ورجالات الدولة ومنهم أفراد المرور الذين يستحقون منا كل الشكر والتقدير والثناء وفي نهاية المطاف كل واحد يصلح سيارته  .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطاراً شهيا

قد يعجبك ايضا