مجازر الطرقات

فايز البخاري –
لا أدøعي أنøي أوøل م◌ِن يكتب في هذه القضية التي أضحت ظاهرة لا تخفى على أحد¡ خاصة وأنøه لا يوجد شخص في طول البلاد وعرضها لم يكتوö بنارöها ولم يفقد فيها أخا◌ٍ أو قريبا◌ٍ أو عزيزا◌ٍ.
ومع ذلك ورغم الأعداد المهولة التي تذكرها التقارير الصادرة عن الإدارة العامة لشرطة السøيúر(المرور سابقا◌ٍ) والتي تذهب يوميا◌ٍ ضحية الطرقات إلøا أنø المجتمع لا يزال في س◌ْبات◌ُ عميق وغفلة◌ُ ك◌ْبرى لا ندري متى تزول.
ومما يزيد المرء◌ِ حيرة◌ٍ هو الصمت◌ْ المريع من قبل المعنيين الذين لم يسارعوا لوضع حلول ناجعة لهذه المشكلة التي تتسبب بمجازر بشرية بشعة كل يوم¡ ولم يتناولوها لا بورش عمل ولا بندوات وكأن الأمر لا يعنيهم.. ومن جهة أخرى يبدو أنø المواطنين قد ألفوا ذلك ولم يعد يثير فيهم لا حسا◌ٍ ولا خبرا◌ٍ¡ بدليل أنøهم لم يقوموا بأي شيء◌ُ يدل على تذمøرهم رغم الإصابات المتتالية والجراح المثخنة التي تصيبهم بما يشبه المسلسل المكسيكي طويل الحلقات!!
لا أدري هنا م◌ِن ألوم¿! أهي الجهات المعنية في صندوق صيانة الطرق فقط أم شرطة السيúر أيضا◌ٍ¡ أم السلطة المحلية التي ت◌ْلقي دائما◌ٍ باللوم على بقية الجهات¿
وهل يمكنني في هذا الصدد أنú لا ألوم المواطن نفسه الذي يتجرع كل تلك المصائب بشكل◌ُ يومي ولم ي◌ْحرøöك ساكنا◌ٍ أم أصب جام غضبي على المنظمات المدنية التي تقض مضاجعنا ليل نهار بأمور◌ُ لا ت◌ْلامس حاجات المواطن وليس لها من مردود سوى المخصصات التي ترصدها الجهات المانحة-داخلية أو خارجية- والتي لا ينتفع منها إلøا القائمون على تلك المنظمات النفعية.
والمواطن الذي يقتلني بصمته يقتلني كذلك بعدم إدراكه لمخاطر حوادث السيúر ولا يرتدع مöن المشاهد الم◌ْقزøöزة والم◌ْرعöبة التي ت◌ْطالعنا كل يوم في مختلف وسائل الإعلام.. وما أود التنبيه له هو ضرورة التركيز على نشر الصور المخيفة للحوادث المأساوية حتى تكون عبرة لكل السائقين والمتهورين¡ وأنú لا يقتصر دور شرطة السيúر في نشرها على فعاليات أسبوع المرور فقط.. وعلى وسائل الإعلام المختلفة التعاون في ذلك باعتبار أنø القضية تهم الجميع ولم يسلم منها حتى الآن أحد.
faiz.faiz619@gmail.com