عقيد / عبد الغني علي الوجيه –
المتأمل في حالة الانضباط الأمني في العاصمة صنعاء بعد تلك الفوضى العارمة يدرك أن كثيرا◌ٍ من الناس يتمنون يمنا◌ٍ آمنا◌ٍ مستقرا◌ٍ¡ ومن أجل ذلك هم على استعداد للاستجابة لنداء الشرطة والتعاون معها, لا يستطيع أحد القول إننا قد وصلنا إلى الحالة التي يجب أن نكون عليها لكن مقارنة بسيطة بين حال العاصمة صنعاء اليوم وحالها قبل مدة من الزمن تغلق أبواب الأسئلة التي لا يبغي مردودها غير الجدال العقيم الذي لا يوصل إلى نتيجة .
التعاون المشترك يجب أن يكون سبيل الأمن والمجتمع من أجل أن يخرج الوطن من محنته التي هو عليها, فلا تستطيع الشرطة تحقيق أي نجاح دون عون المجتمع وفي الوقت ذاته لن يتعاون المجتمع كليا مع الشرطة حتى يدرك ويلمس أن الشرطة تعمل من أجله وفي خدمته على الصعيد الفعلي الواقعي وهذا ينسحب دون شك على باقي أجهزة الدولة لكن الأمن هو الأساس الذي ترتكز عليه بقية أسس الدولة الأخرى .
في أكثر المجتمعات تقدما ورقيا طبقت الشرطة المجتمعية وحققت النجاحات التي سدت ثغرات فرضها التطور التكنولوجي فكان سلاحا بيد الشرطة واجه أسلحة بيد المجرمين والإرهابيين.
أتيحت لي في الأشهر التي قضيتها في الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة الإطلاع عن قرب على روائع الأداء المجتمعي في العمل الشرطوي ونتائجه المبهرة , أفراد المجتمع وهيئاته ومؤسساته أدركوا أن التعاون مع الشرطة هو السبيل لتحييد المجرم فيكون دون عون وسند وتكون أفعاله شاذة ونادرة الحدوث وأن ذلك التعاون هو السبيل لأمنهم الذي معه يستطيعون القيام بأعمالهم دون خوف على أنفسهم أو أموالهم, هكذا تتحسن أحوال الناس المعيشية وهكذا يأتي المستثمرون وقد أمنوا على أن أموالهم ستنمو وتزدهر, وهكذا تتوفر الفرص الوظيفية التي توفر على بعضنا معاناة الاغتراب في زمن قل الوفاء فيه وقلت بين أوساط العرب مروءتهم وبين المسلمين وبعضهم تآخيهم.
أعلم أننا تحدثنا عن الشرطة المجتمعية كثيرا◌ٍ جدا◌ٍ وأن صفحات (قضايا وناس) تحمل في إرشيفها كثيرا◌ٍ مما كتبته أنا وكتبه غيري منذ عام 2008م عن استراتيجية الشرطة المجتمعية لكنها لم تر النور في بلادنا بعد وواجب علينا أن لا نكف عن حث الدولة على دعم وزارة الداخلية لتحقيق هذا الانجاز وحث المجتمع على أن يتعاون ويبذل الجهود لأجل أن يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل حتى يتحقق بإذن الله وهذا من باب المثابرة حتى تحقيق الهدف وليس مجرد التكرار.
الحال نفسه ينسحب على ما سبق وكتبنا عنه حول أرقام السيارات الجديدة التي يجب أن لا تقل أبدا في مواصفاتها الأمنية عن مثيلاتها في دول الجوار لأن ذلك يسهل أن نطبق عليها مقولة أن ” نبدأ من حيث انتهى الآخرون “.
همسة أمنية :
حثك أقربائك وجميع أصدقاءك على عدم حمل السلاح وتركه في المنزل واجب يرتاح معه ضميرك بأنك لم تتقاعس في النصح إذا حدثت (لا سمح الله) مأساة حالات العبث بالسلاح التي تحصد الأرواح كل يوم.