البصر نعمة حبا الله المبصرين بها، فلا يدرك قيمتها إلا من فقد هذه النعمة؛ مما يحتم على الإنسان أن يهتم بصحة العينين ويصونهما من الأذى والضرر.
ولاشك أن طول النظر أو قصره وما يسمى خطأ بالانحراف وعلمياً (اللانقطية) مشاكل بصرية يمكن علاجها، فما أحرزه التقدم العلمي والتكنولوجي في طب وجراحة العيون فتح آفاقاً رحبة لعلاج كثيرٍ من أمراض وإصابات العيون التي لطالما استحال أو صعب علاج البعض منها بالوسائل التقليدية المتبعة، حيث يقول الدكتور أحمد الأصبحي استشاري طب العيون
تعد عيوب انكسار العين من الأسباب الرئيسية لضعف النظر، وقد صُنفت إلى ثلاثة أنواع:-
– النوع الأول(قصر النظر): وتظهر فيه صعوبة في رؤية المريض للأشياء البعيدة.
– النوع الثاني(طول النظر): تبدو معه صعوبة في رؤية الأشياء القريبة، وأحياناً صعوبة في رؤية القريب من الأشياء مع البعيد.
– النوع الثالث: يسمى خطأً الانحراف، وهذا ليس صحيحاً، فالانحراف يعني الحول؛ بينما يسمى هذا النوع طبياً: (الاستجماتزم)، وعندما ترجم إلى اللغة العربية سُمي (اللانقطية) أو(اللابؤرية)، ولكون الكلمة صعبة التلفظ استعمل الانحراف بالخطأ عوضاً عنها.
وفي هذه الحالة يجد المريض صعوبة في رؤية خطين قريبين من بعضهما البعض أو نقطتين قريبتين.
باختصار تعد هذه الأنواع الثلاثة لضعف البصر من أكثر الأسباب التي تستدعي من طبيب العيون القيام بوصف نظارة طبية لتساعد المريض على الرؤية بطريقة أفضل.
ففي حالات الإصابة بقصر النظر يحاول المريض إغلاق عينيه بشدة ليساعده الضغط الواقع من الجفون على العينين على رؤية الأشياء البعيدة، لكنه عندما يلبس النظارة الطبية المقررة له من الطبيب المختص لا يضطر للضغط والتحديق بقوة. حيث النظارة تساعده على تصحيح هذه العيوب المسماة بعيوب الانكسار.
إن من أكثر الأسباب التي تستدعي لبس النظارة هي ضعف النظر، مثال على ذلك أن الشخص الذي يعاني ضعف الإبصار ويرى بنسبة(70 % ) وعنده ضعف يصل إلى(30% ) لتكون العين قادرة على أن تستغل الثلاثين في المائة مع السبعين في المائة حتى تصل الرؤية إلى(100%)؛ فعندها يكون لبس النظارة ضروري كي تساعد العين في التغلب على العيب الموجود لتبصر بنسبة( 100%).
غير أن هناك مفهوماً خاطئاً درج عليه البعض؛ مفاده أن استخدام النظارة الطبية له أضرار على العينين.
ونحن- قطعاً- لا نؤكد صحة هذا، فالنظارة ليس لها أضرار على النظر إذا وصفت بطريقةٍ صحيحة تحت إشراف طبيب العيون.
ومهما كانت الأسباب سواءً طول النظر أو قصره أو (اللانقطية)؛ فقد يتناقص النظر بالنسبة للأطفال تحت سن(10) أعوام، ولا ينطبق هذا على الكبار؛ لأن المرحلة الحرجة لنمو العين مرحلة تبدأ من عمر( 18) شهراً وحتى (8) سنوات، وأحياناً تمتد إلى(10)سنوات، وعند حدوث أي تأثير سلبي على العين ولم يُعالج خلال المرحلة الحرجة؛ كأن يكون هناك ضعف في النظر أو يكون عند الطفل حول أو لوجود سبب يمنع دخول الضوء إلى العين- مثل المياه البيضاء أو وجود عتامة على القرنية- فقد يصاب الطفل على إثر ذلك بكسل بصري نطلق عليه طبياً(إمبيليوبي).
والكسل البصري أسبابه دائماً إما لعيب من عيوب الإبصار أو لعيبٍ من نوع آخر؛ كالحول أو حدوث عتامة تمنع وصول الضوء إلى شبكية العين.
وعليه يجب استشارة طبيب العيون ليتم تشخيص الحالة المرضية وعلاجها.
إن تصحيح النظر لم يعد حكراً على النظارات؛ فهناك العدسات الطبية اللاصقة واستخدامات الليزر قد أتاحا خياراً آخر لهذه المشكلات، لاسيما وأن البعض لا يبدي ارتياحاً للنظارات- كالفتيات والسيدات- لأنها تعطي إيحاءات بكبر السن.
وبالتالي، من الممكن اللجوء إلى استخدام العدسة الطبية اللاصقة بدلاً من النظارة؛ حتى أننا نسميها – أحياناً- نظارة مخفية يستطيع بها الشخص أن يرى الأشياء بوضوح، بينما الآخرين لا يلاحظونها ولا يرونها عليه.
غير أن درجة تحمل لصق العدسة الطبية بالعين ليست مرتبطة بالشخص؛ بل بطبيعية عينه.
ننتقل إلى مشكلة واردة الحدوث في رمضان؛ آلا وهي التعرض للأضواء بشكل مكثف ومركز لوقتٍ طويل، إذ من شأنه التسبب بتهيج وجفاف العينين.
وأبرز من يعانون هذه المشكلة الممارسين لأعمالهم تحت ظروف الإضاءة المكثفة، ومن يقضون ساعات طويلة لمشاهدة التلفزيون، والذين يعملون على أجهزة الكمبيوتر.
وبما أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت في كل مكان- في البيت، العمل، مقاهي الإنترنت- أنصح مستخدميها لأكثر من ثلاث ساعات يومياً باتباع ثلاث نصائح :-
– النصيحة الأولى : بعد كل ساعة عمل يجب أن ُيريح مستخدم الكمبيوتر عينيه لمدة خمس دقائق؛ فيتوقف عن العمل أثنائها بالنظر إلى البعيد كي ترتاح عضلات العين من النظر المستمر للشاشة؛ أو يكتفي على الأقل بتوزيع نظره على أركان الغرفة وتحريك العينين في جميع الاتجاهات.
– النصيحة الثانية : قد تكون وضعية المستخدم للكمبيوتر- أحياناً – وضعية غير سليمة، فيكون مستوى الكمبيوتر أعلى من مستوى العينين.
ولتصحيح المشكلة ينبغي تعديل موضع الكمبيوتر إلى مستوى أدنى من العينين؛ بحيث يكون وسط الشاشة أدنى من مستوى العينين بنحو(20سم)، وبذلك يكون الجفن في حالة ارتخاء؛ مما يعني نسبة جفاف أقل في العينين وتحاشى مستخدم الكمبيوتر إلى فتح عينيه لفترةٍ طويلة بما يعرضهما إلى الجفاف.
وحل هذه المشكلة في منتهى السهولة، من خلال رفع الكرسي أو إنزال الطاولة الموضوع عليها شاشة الكمبيوتر.
– النصيحة الثالثة: رمش العينين(21) مرة في الدقيقة الواحدة ضروري أثناء استخدام الكمبيوتر، وأهمية ذلك أنها تساعد في نشر الدموع على سطح العينين وتنظيفهما من أي أجسام غريبة، وتساعد على تغذية العينين.
وهكذا يقل حدوث الجفاف في العينين وما يترتب عليه من أضرار تؤثر سلباً على صحتيهما.
Prev Post
Next Post