النظام السعودي ومرض انفصام الشخصية
حسن الوريث
في تعليق لها على هجمات فلوريدا الإرهابية قالت هيلاري كلينتون المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن على دول مثل السعودية وقطر ودول خليجية أخرى منع مواطنيها من تمويل التنظيمات الإرهابية في أول اتهام مباشر لمواطني هذه الدول بتمويل الإرهاب فيما كان رأس النظام السعودي قد أطل عبر وسائل الإعلام وهو يتحدث من جديد عن الدعوة لاجتثاث الإرهاب واستئصال شافته وضرب تلك التنظيمات الإرهابية بيد من حديد ويقول إن القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود من الجميع لمحاربته وبالتأكيد فإن هذا النظام له شخصية أخرى حقيقية تدعم الإرهاب وتصدر التنظيمات الإرهابية إلى كافة أنحاء العالم .
كلينتون ليست وحدها من يعرف ذلك فالجميع يعرف أن عناصر الإرهاب من جماعات القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها تم إنشاؤها من قبل السعودية وبدعم أمريكي غربي في البداية كانت القاعدة لمحاربة الاتحاد السوفيتي وحين ضربت أمريكا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة حشدت لها أمريكا العالم كله للقضاء عليها وقتل زعيمها الذي كان اليد الطولى لأمريكا في المنطقة وحين احتاجت امريكا والغرب لجماعة أخرى بدلاً عن القاعدة تم إطلاق تنظيم داعش الذي خرج من رحم المخابرات الأمريكية والأوروبية والكل يعرف لماذا تم إطلاقه والدور المرسوم له وبمباركة أكيدة من السعودية والمشايخ الوهابيين باعتبارهم المحلل الأول للأعمال الإرهابية والمرجع الرئيسي لكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
أما ذلك الظهور المخزي لرأس النظام السعودي الذي يدعي محاربة الإرهاب يؤكد أن لهذا النظام شخصية مزدوجة الأولى تدعي محاربة الإرهاب بينما الثانية وهي الحقيقية تدعم وتمول الإرهاب وبالطبع فالشخصية التي تدعي محاربة الإرهاب هي المزيفة والتي تحاول الظهور بصورة غير حقيقية وكأنها ضد الإرهاب والعمليات الإرهابية وتدعو العالم للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب وتدين العمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها في أوروبا وأمريكا فيما الشخصية الحقيقية هي التي أنشأت هذه التنظيمات الإرهابية ودعمتها ومازالت تدعمها وتستخدمها ضد الأنظمة التي تختلف معها والتي لا تسير في فلكها وما تشهده سوريا واليمن والعراق وليبيا وما شهدته من قبل افغانستان وباكستان وغيرها يؤكد أن النظام السعودي يرسل هذه الجماعات الإرهابية لضرب أمن واستقرار البلدان والضغط على الأنظمة للرضوخ لرغبات هذا النظام.
الشخصية المزيفة تدين الإرهاب في أوروبا وتجند مشايخها ليقولوا للعالم إن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين وأن القضاء على الإرهاب يستدعي تكاتف الجهود بمحاربته أيا كان مصدره بموقف أخلاقي موحد لا يفرق بين إرهاب وإرهاب حسب النظرة المصلحية الضيقة لكنهم أي هؤلاء المشايخ نسوا أو تناسوا أن يدينوا كل الهجمات الإرهابية التي تضرب الكثير من الدول العربية والإسلامية فيما الشخصية الحقيقية تشجع بل وتمول العمليات الإرهابية التي تستهدف المساجد والمصالح العامة والأسواق في صنعاء وبغداد ودمشق والقاهرة وتونس ومقديشو وغيرها وهذا الانفصام الذي يدين الإرهاب في أوروبا ويبيحه في بلداننا يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه التنظيمات الإرهابية نشأت أو بالأصح تم إنشاؤها لأهداف واضحة ومحددة وهي تدمير الإسلام وقتل المسلمين بأيديهم وصولاً إلى سيطرة الدول الكبرى كأمريكا وغيرها على مقدراتنا.
وفي اعتقادي أن هذه المبادرات التي تأتي من هؤلاء بإدانة هذه الهجمات الإرهابية تأتي في إطار المناورة لإبعاد التهمة عنهم وعن الدول التي ترعاهم وفي المقدمة السعودية بأنهم من يدعمون الإرهاب وربما تحويل التهمة إلى جهات أخرى بينما العالم يعرف بالتأكيد وبدون أدنى شك أن السعودية هي المنبع الأول للإرهاب فكل هذه الجماعات الإرهابية تربت ونشأت من الفكر الوهابي السعودي ودعمها بالطبع من خزينة آل سعود وهذه مسلمات يعرفها الجميع بما فيها أمريكا والدول الغربية التي غضت الطرف بل وكان لها إسهامها المباشر وغير المباشر في انتشار هذه الجماعات الإرهابية بهذا الشكل المريب الذي يجعل كل من له عقل يفكر في هذا الانتشار الواسع رغم الامكانيات الضخمة التي تمتلكها أجهزة الاستخبارات الغربية إلا أن هذه الجماعات زاد انتشارها وزاد نشاطها إلى درجة مخيفة مما يؤكد أن هذه الدول لها ثلثي الرغبة في وجود هذه الجماعات الإرهابية لتحقيق أهدافها ومراميها في هذه المنطقة كما يؤكد أن السعودية هي الممول الأكبر في العالم لهذه الجماعات الإرهابية سواء بشكل رسمي أو غير رسمي عبر جمعيات وهيئات ومشاريع وأنشطة تجارية وربما شخصيات يطلق عليها رجال الخير والبر والصلاح الذين يدعمون طلبة العلم والأنشطة والبرامج الخيرية ظاهراً بينما في الباطن هي تدعم هذه الجماعات الإرهابية وتمولها.