ولا تقل لهما أف
عبدالمجيد التركي
دائماً تردد السعودية في حربها الإعلامية أن إيران دولة داعشية، وأنها تتدخل في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وتنسى السعودية أنها المصدر الأول والرئيسي لداعش وصناعة الدواعش.
لم نسمع عن شخص إيراني ذبح والديه، كما فعل قبل أيام داعشيان سعوديان، مع أن وسائل الإعلام السعودية تناقضت في صياغة هذا الخبر الذي يهزُّ صورتها أمام العالم، لأن هذا العالم يعتبر كل التصرفات التي يقوم بها المسلمون نابعة عن عقيدتهم، وأن ما يقوم به أي شخص متدين يعبِّر عن ديانته التي يتبعها، لأنهم لا يعرفون سوى الإسلام الوهابي الذي روَّج له وسوَّقه آل سعود بعد أن قاموا بتشويه صورة الإسلام أمام العالم، ولم يعرفوا الفرق بين دين محمد بن عبدالله وبين دين محمد بن عبدالوهاب.
يحرِّضون على ذبح الشيعة والرافضة والعراقيين واليمنيين والسوريين، وحين عجزوا قاموا بذبح بعضهم البعض، وهذه ليست أول حادثة يقوم فيها داعشي بقتل واحد من أقاربه، فكيف حين يقوم بذبح أمه وأبيه؟
أي قلب يحمله الفاعل حين يتعلق الأمر بأمه وأبيه؟ وأي شرعية يستند إليها ليقوم بهذا الفعل الذي لا تفعله الحيوانات المفترسة وهي في شدة جوعها، وأية قناعة تمت تعبئته بها حتى ينسى ما معنى الأم والأب، ويتنكَّر لكل صلة ورحم وإنسانية؟
حين يصحو القاتل من غفلته ويجد أنه قد قتل أمه وأباه إرضاءً لجماعته هل سيدعو الله أن يتوب عليه، أم أنه سينتحر حين يتذكر دموع أمه وتوسلات أبيه؟!
هل قرأ هذان الداعشيان قوله تبارك وتعالى “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا”؟