سيول (ا ف ب) –
وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إلى كوريا الجنوبية في مستهل جولة اسيوية يتوقع أن يحاول خلالها اقناع الصين بالعمل على تهدئة كوريا الشمالية التي تهدد بشن “حرب نووية”.
وجولة كيري التي تستغرق ثلاثة ايام ستشمل زيارتين إلى بكين وطوكيو.
وفي سيول يلتقي رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون-هيه ووزير الخارجية يون بيونغ-سي.
وشدد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يرافق كيري صباح أمس على الدور الاساسي الذي يمكن أن تقوم به الصين لتهدئة الازمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية بعد تلويح بيونج يانج بشن “حرب نووية” ضد سيول وواشنطن.
وصرح المسؤول أن “للصين مصلحة كبرى في الاستقرار واستمرار كوريا الشمالية في السعي للحصول على قدرات صاروخية نووية يعتبر عدوا للاستقرار”.
وأضاف : إن “ذلك يحدد لنا هدفا مشتركا قويا مع الصين من اجل نزع السلاح النووي”.
ويتوقع الغرب أن تقوم بيونج يانج بتجربة اطلاق صاروخ جديدة¡ وذلك وسط اجواء من التوتر الشديد.
والاسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية إلى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان ومداهما 4 آلاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الأمريكية حيث اجريت مناورات طارئة الخميس الماضي تحسبا لاي ضربة من بيونج يانج.
ويمكن أن تتم عملية اطلاق الصاروخ بحلول يوم الاثنين المصادف ذكرى مولد مؤسس كوريا الشمالية او أن تتزامن مع الزيارة المقررة أمس إلى سيول لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن.
ومنذ فبراير 2012م أجرت بيونج يانج عمليتي اطلاق لصواريخ حققت احداها في ديسمبر نجاحا¡ واعتبرها الغرب تجربة لإطلاق صاروخ بالستي¡ بالإضافة إلى تجربة نووية ادت إلى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الأمن الدولي. كما اعلنت مؤخرا اعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي.
والخميس اعلن النائب الجمهوري عن ولاية كولورادو (غرب) دوغ لامبورن نقلا عن تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية العسكرية أن كوريا الشمالية لديها القدرة على انتاج سلاح نووي مصغر وتثبيته على رأس صاروخ بالستي.
وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية اثر ذلك أن الولايات المتحدة “لا تعتقد” بأن كوريا الشمالية قادرة على اطلاق صاروخ مجهز برؤوس نووية.
واعربت كل من واشنطن وسيول عن شكوكهما حول قدرة بيونج يانج في هذا المجال.
واعلن البنتاجون انه “من غير الدقيق الايحاء بأن النظام الكوري الشمالي قد قام باختبار كامل او بتطوير او باثبات أن لديه مثل هذه القدرات النووية”.
كما اعتبرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس أن “كوريا الشمالية قامت بثلاث تجارب نووية لكن أن تكون قد صنعت راسا نوويا صغيرا وخفيفا بحيث يمكن تثبيته على صاروخ لا يزال امرا مشكوكا فيه”.
إلا أن المتحدث باسم الوزارة كيم مين سوك صرح امام صحافيين أن الشمال “يسير نحو هذه المرحلة”.
والتقرير الذي اشار اليه النائب لامبورن هو الاول الذي تشير فيه الولايات المتحدة إلى امكان تصنيع قنبلة نووية مصغرة في الشمال وهي فرضية من شانها تغيير معادلة القوة في آسيا.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال استقباله للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في البيت الابيض الخميس بيونج يانج إلى تغيير لهجتها. وقال : “نحن متفقان على أن الوقت حان لكي تضع كوريا الشمالية حدا لنمط السلوك العدائي الذي اعتمدته وان تحاول خفض مستوى التوتر”.
ودعا بان من جهته “الدول المجاورة ومن بينها الصين التي قد يكون لديها نفوذ على كوريا الشمالية¡ إلى أن تمارس نفوذها من اجل حل هذا الوضع بطريقة سلمية”.
كما حث مسؤولون أمريكيون كبار الصين أمس على استخدام كل ما تملك من نفوذ لوقف الاعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية¡ مؤكدين أن المصالح الاقليمية والدولية بخطر.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
