الدعم الشعبي في زمن العدوان

قدرية الجفري

رغم طغيان وعدوانية تحالف العدوان الغاشم على بلادنا والذي تجاوز العام منذ انطلاق العدوان الهمجي بمختلف الأسلحة الفتاكة بما فيها المحرمة دولياً، وكل هذا التجمع من العدوان، والذي قارب الــ21 دولة على دولة صغيرة وفقيرة وإمكانياتها محدودة، فقد وضع العدوان خطة الهجوم المباغت والتي ستكون خاطفة وضربات سريعة وسوف يستسلم اليمن خلال عشرة أيام فقط لا غير، فهو ليس العراق التي سقطت خلال عشرين يوماً، أو ليبيا التي وقعت خلال شهر وانتهى أمرهم إلى غير رجعة!!.
ولكن فوجئ العالم أجمع أن رهاناتهم كانت خاطئة، واستخباراتهم اللوجستية باطلة، وحساباتهم غير دقيقة.. فقد أذهلهم صمود الشعب اليمني وثباته في وجه العدوان الغاشم، وبالرغم من الفارق بينهم لأن العدو يمتلك مقومات الحرب وأدواتها مقارنة باليمن الذي يعتمد على قوة عزيمته وحجم إيمانه بمشروعه الوطني الرافض للوصاية الأجنبية.
فالشعب ملتف حول جيشه ولجانه الشعبية، ويبذل الدعم المادي، ويرفد الجبهات بالدعم المادي وبالقوافل المعونية حتى يستمر صمود الجيش ولجانه في وجه العدوان، فالمساهمة الوطنية التي يقدمها كل فرد من أبناء المجتمع تعتبر سلاحاً ضد الأعداء، وقد قيل في ذلك: “إن من جهز غازياً فقد غزا”؛ لأن له أجر من بذل نفسه مع أن بذل النفس يعتبر أعلى مرتبة كما يليه بذل المال.
ورغم الحصار الجائر الذي لم يستطع زحزحة أبناء الشعب اليمني عن مواقفهم الرافضة للعدوان، فعزيمتهم التي لا تفلها صواريخ وطائرات المملكة هي ما لم يستطيعوا النيل منها، بل إنهم يقدمون الدعم من خلال القوافل الشعبية التي تعبر عن رسم صورة رائعة للمقاومة والصمود للمواطن اليمني في وجه العدوان الغاشم.
فالدعم الشعبي يوازي المقاومة المسلحة في جبهات القتال الداخلية والخارجية لمن لم يستطع القتال والذهاب إلى جبهات القتال، حيث أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس ضد أي عدوان خارجي سواء بالروح أو المال، وهو واجب وطني وفرض عين لمن استطاع بما يستطيع، وفرض كفاية لذوي القدرة المادية، وبدون تردد.
وعلى كل مواطن المساهمة بقدر ما يستطيع، وبالرغم مما يتعرض له اليمن من عدوان أجنبي يستهدف حياة الناس وممتلكاتهم الخاصة والعامة بالحصار والقصف دون تمييز أو مراعاة لقيم وأخلاقيات الحرب، ومستخدماً الأسلحة الفتاكة والمحرمة خلال العام وما نتج عنها من جرائم حرب ضد اليمن أرضاً وإنساناً، إلا أن المواطن اليمني تمكن من تحويل المواجهة من صراع داخلي إلى ملحمة شعبية يدافع فيها اليمني بفئاته المختلفة عن وجوده وحقه في الحرية والسلام والأمان.

قد يعجبك ايضا