الدراما اليمنية
عبدالمجيد التركي
سألني الزميل الصحفي محمد الصباحي عن متابعتي للدراما الرمضانية اليمنية، فأخبرته أن متابعتي منعدمة، لأن ما تقدمه قناة اليمن والسعيدة ويمن شباب هو أشبه بالسخافة وأبعد عن الكوميديا..
يعتقدون أن الكوميديا أن تلوِّن أسنانك بالحبر الأسود وترتدي زياً عسكرياً وتتقمص شخصية الأحمق والأهبل الذي لا يرى أبعد من أنفه، وتعكس تبعية العسكري- الذي هو رجل دولة- للشيخ.
حين يعرفون الفرق بين الكوميديا والهبالة سيستطيعون إنتاج دراما محترمة، تحترم عقل المتابع ولا تعمل على تسطيحه.
الدراما توارت بعد رحيل مديحة الحيدري ويحيى الحيمي وعبدالكريم الأشموري، ويبقى لدينا الكثير من المبدعين، لكن لا يجب أن يكون المبدع منصتاً لمقولة “المخرج عايز كده”.
حتى عناوين المسلسلات سخيفة جداً، تُصور الشعب اليمني وكأنه قادم من الأدغال ولا يعرف شيئاً عن العالم.. أو كأن هذا الشعب يعيش في مستشفى مجانين.
“بيت المداليز”.. “قرية مركوضة”.. “هفّة”.. كلها عناوين سخيفة تعبر عن سطحية وهشاشة في كتابة النص والسيناريو، والقبول بتأدية بمثل هذه الأدوار، وتدل على هشاشة من يقيِّم هذه الأعمال ويجيزها.
كانت الدراما اليمنية بخير وعافية في الثمانينيات.. من يستطيع أن ينسى مسلسل “الفجر”، الذي كتبه الدكتور الراحل أحمد الحملي، وضم نخبة من نجوم الدراما، ورغم قلة الإمكانيات حينها إلا أنه استطاع أن يكون مميزاً أكثر من مسلسلات هذه الأيام رغم توفر كل الإمكانيات ورغم تقدم العصر، إلا أن الدراما الآن لم تقدم شيئاً سوى التسطيح والحركات التي تعبر عن أناس غير أسوياء.
وأنصح بعدم متابعة الأطفال لمثل هذه المسلسلات، كونها تقوِّض أشياء كثيرة تَعِبَ الآباء والأمهات لأجل غرسها في نفوس الأطفال.