نوادر العرب

نار الحباحب
كان حباحب رجلا من العرب في سالف الدهر ، وقد اشتهر بالبخل ، ومن بخله أنه كان لا يشعل النار ليلا مخافة أن يأتي أحد من الجيران ويقتبس منها جمرة يشعل بها ناره ، وكان حباحب إذا أضطر إلى إيقاد نار في الأيام الباردة وأبصر أحدا قادما ناحيته قام بإطفاء النار بسرعة وأصبح يضرب به المثل في البخل .
عليك بتلك الكبار
بينما قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتاناً “سمك” إذ استأذن عليهم أشعب بن جبير المعروف بالطامع ، فقال أحدهم: إن من شأن أشعب الجلوس عند أفضل الطعام، فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعة بناحية ، وليأكل معنا الصغار، ففعلوا. وأذن له فدخل ، فقالوا له: كيف رأيك في الحيتان؛
فقال: والله إن لي عليها لقهراً شديداً وحنقاً، لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان.
قالوا له: فدونك خذ بثأر أبيك. فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير، ثم وضعه عند أذنه، وقد نظر إلى القصعة التي فيها الحيتان في زاوية المجلس، فقال: أتدرون ما يقول لي هذا الحوت؟
قالوا: لا ندري.
قال: إنه يقول: إنه لم يحضر موت أبي ولم يدركه لأن سنه يصغر عن ذلك، ولكن قال لي: عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت، فهي أدركت أباك وأكلته.
كم ذراعاً تقفز
نزل بعض أهل البصرة على مديني، وكان صديقًا له، فألحَّ عاى المديني بطول المقام، فقال المديني لامرأته: إذا كان غدًا فإني أقول لضيفنا: كم ذراعًا تقفز؟ فأقفز أنا من العتبة إلى باب الدار، فإذا قفز الضيف أغلقي الباب خلفه، فلما كان من الغد، قال له المديني: كيف قفزك يا أبا فلان؟
قال: جيد، فوثب المديني من داخل منزله إلى خارج الدار أذرعًا، فقال له: ثِبْ، فوثب إلى داخل الدار ذراعين، فقال له: أنا وثبتُ إلى خارج الدار أذرعًا، وأنت وثبتَ إلى داخل الباب ذراعين؟
قال: ذراعين إلى داخلٍ خير من أربعة إلى برَّا.

قد يعجبك ايضا