مدير المخابرات الأمريكية: الدولة الإسلامية ما زالت تمثل تهديدا خطيرا
الثورة نت/..
قال جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(سي.آي.إيه) يوم الخميس إن قدرات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية وقدرته على شن هجمات في أنحاء العالم لم تتقلص وأضاف أن هناك عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم ينتشرون في العالم بشكل يزيد كثيرا عن تنظيم القاعدة في أوجه.
وأضاف برينان في جلسة استماع علنية نادرة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أن الرئيس السوري بشار الأسد بات في موقف أقوى عما كان عليه قبل عام بدعم من الضربات الجوية الروسية على المعارضة المعتدلة في سوريا.
وقال برينان “على الرغم من كل التقدم الذي حققناه ضد الدولة الإسلامية في ميدان المعركة وفي المجال المالي إلا أن جهودنا لم تقلص من قدرات التنظيم الإرهابية وقدرته على شن هجمات في أنحاء العالم.”
وقال برينان في الجلسة التي تأتي بعد أيام على إطلاق رجل مسلح النار على رواد ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا مما أسفر عن مقتل 49 شخصا “نحن نرى أن تنظيم الدولة الإسلامية يتدرب ويحاول نشر أتباع له لتنفيذ المزيد من الهجمات.”
وأثارت شهادة برينان تساؤلات حول فاعلية موقف الولايات المتحدة بشأن سوريا وخاصة حتمية تخلي الأسد عن السلطة واستراتيجيتها الخاصة “بتقليص قدرات (الدولة الإسلامية) وهزيمتها في نهاية المطاف.”
وأشار برينان إلى أن الوكالة لم تعثر بعد على صلات مباشرة بين عمر متين منفذ الهجوم في أورلاندو وأي تنظيم إرهابي دولي.
لكنه قال إنه مثلما حدث في هجوم أورلاندو وهجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا في ديسمبر كانون الأول الماضي تحاول الدولة الإسلامية أن تكون مصدر إلهام للمتعاطفين معها لشن هجمات في الوقت الذي تبحث فيه عن سبل لإرسال ناشطين إلى الغرب مندسين في تدفقات اللاجئين وعبر طرق تهريب البشر وطرق أخرى للسفر.
ووصف مثل تلك الهجمات الفردية بأنها “تمثل تحديا استثنائيا لأجهزة المخابرات.”
ورجح برينان أن يغير تنظيم الدولة الإسلامية استراتيجياته لتعويض خسائره الميدانية ومواجهة القيود المفروضة على أمواله ومن المحتمل أن يعتمد بشكل أكبر على “أساليب العصابات” بما يشمل الهجمات الضخمة خارج حدود الأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا.
وأضاف “الموارد التي يحتاجها الإرهاب متواضعة للغاية ولابد أن يعاني التنظيم من خسائر أفدح في الأراضي والمقاتلين والأموال حتى تتدنى قدراته الإرهابية بشكل ملحوظ.”
* تأثير دولي
وقال برينان إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عبرت عن قلقها من تنامي دور ليبيا كمركز عمليات للتنظيم المتشدد حيث يتواجد ما بين خمسة وثمانية آلاف مقاتل.
وأضاف “الأمر مقلق جدا خاصة مع وجود ليبيا قبالة أوروبا عبر المتوسط ومع تدفقات اللاجئين منها إلى أوروبا.”
وقال برينان إن عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا انخفض إلى ما بين 18-22 ألفا من تقديرات سي.آي.إيه العام الماضي بأن عددهم قد يصل إلى 33 ألفا.
وقدم مدير المخابرات الأمريكية أحدث تقديراته عن تواجد التنظيم على المستوى الدولي قائلا إن هناك “عدة مئات إن لم يكن أكثر من ألف” مسلح في سيناء إضافة إلى عدة مئات في اليمن ومئات في أفغانستان وباكستان “وربما 7000 أو نحو ذلك” في نيجيريا.
وأضاف “في نيجيريا تحولت جماعة بوكو حرام إلى الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وهناك عدة آلاف من الأفراد يرفعون رايات التنظيم.”
وبعد أشهر من الهجمات التي تسببت بجرائم جماعية في باريس وبروكسل قال برينان إن دول الاتحاد الأوروبي لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب من تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات.
وأوضح أن وكالة المخابرات المركزية ومجموعة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي تناقش سبل تحسين تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات بشأن التهديدات الإرهابية.
وردا على سؤال بشأن الأزمة السورية عبر برينان عن اعتقاده بأن الدعم الروسي عزز قوة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح برينان “قبل عام كان الأسد في موقف دفاعي بينما كان مقاتلو المعارضة يشنون هجمات تحد من قدرة الجيش السوري. إنه (حاليا) في موقف أقوى مما كان عليه في يونيو من العام الماضي” نتيجة للدعم الروسي.
وقال إن نسبة كبيرة من الضربات التي تنفذها روسيا والحكومة السورية موجهة لمن تعتبرهم واشنطن معارضة معتدلة تقاتل الأسد.
المصدر : (رويترز)