عبدالفتاح علي البنوس
قلدكم الله قلادة أيش عادنا نشتي حتى نتشافق ونتراحم فيما بيننا هذه الأيام الفضيلة بعد هذا العدوان الهمجي الغاشم , لن نعيش أسوأ من الأوضاع التي عشناها وما نزال نعيشها في ظل الحرب العالمية التي تشن علينا منذ ما يقرب عام وثلاثة أشهر لذلك يجب أن نتراحم فيما بيننا وأن لا نتحول إلى وحوش كل واحد ينهش في جسد الآخر لن يضرك إذا تلمست حاجة جيرانك في رمضان وقدمت لهم العون ,ولن تقوم القيامة لو جمعت مجموعة من الملابس الفائضة في دواليب الجهال وناولت جيرانك من النازحين الذين تركوا كل ممتلكاتهم وفروا بأرواحهم من صلف وإجرام طائرات ومرتزقة آل سعود , أيش با ينقص لو كل واحد قال لزوجته تزيد قليل من وجبة العشاء للأسر النازحة والفقيرة في الاحياء التي نقيم فيها , عيشلونا الجن لو تكاتفنا وعملنا موائد إفطار جماعية للمساكين أو أسهمنا في توفير كسوة للأيتام , صدقوني لن نحتاج حينها لمساعدات خارجية من أحد.
مش معقول أنت وأسرتك تتلذذ بأصناف المأكولات والمشروبات في الوقت الذي تقتات فيه الكثير من الأسر من براميل القمامة ,هناك مبادرات مجتمعية رائعة في عدد من أحياء العاصمة صنعاء ومدينة ذمار وبعض المدن اليمنية تعزز روح التراحم والبذل و العطاء ونتطلع ونحن في شهر الجود والخير والإحسان وفي ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم إلى تعميم هذه المبادرات في بقية المحافظات اليمنية كون ذلك يسهم في تعزيز صمود وثبات ووحدة الجبهة الداخلية ويشعرنا بأننا أسرة واحدة, همنا واحد وفرحنا واحد وحزننا واحد ولا يمكن لكنوز وأموال الأرض أن تنال منا وتؤثر فينا .
الرحمة مطلوبة من المسؤول والتاجر والضابط والموظف والمواطن العادي إذا ما أردنا الاستمرار في إحباط مؤامرات ومخططات الأعداء , مش كل واحد ( يحد شريمه ) وهات يا جزر للبسطاء وذوي الدخل المحدود (وشفطهم ) شفطة رجل واحد دونما رحمة أو شفقة يجب علينا التراحم , المسؤول في عمله والتاجر في تجارته والطبيب في مستشفاه والدكتور في جامعته والخطيب في مسجده والقاضي في محكمته والمزارع في مزرعته والموظف في وظيفته, يجب علينا التخلص من الأنا وتجسيد قيم التراحم والإيثار , لا أحد (يخليها محلقة على صاحبه المسكين ) الدنيا بخير ,بس نخلص النوايا ونتحلى بالقناعة ,اليوم عند صاحبي وجاري وبكرة عندي , الدنيا دوارة وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال فكم من فقير أغناه الله وكم من غني اضحى فقيرا بين عشية وضحاها.
لنتراحم على الأرض إذا ما أردنا أن تتنزل علينا رحمات وبركات السماء (الحبززة ) و(الليصصة ) هذه الأيام غير مطلوبة ولا مرغوبة بل هي ممقوتة ومذمومة ,ولتكن المنافسة بين أصحاب الأموال والثروات في ميادين الجود والخير والإحسان والتراحم ,ولنتنافس جميعا في هذا الجانب بما نستطيع لتحل علينا الرحمة الإلهية التي لا يمكننا العيش بدونها مهما بلغنا من الثراء والبسطة في المال والأهل والولد.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وافطارا شهيا.