سمّي نسبة لـ كول شريف، الزعيم الشجاع والمفكر الشّاعر، الذي توفّي هو وطلابه أثناء الدفاع عن قازان ضدّ القوات الروسية في 1552. دُمّر المسجد خلال اقتحام إيفان الرهيب قازان عام 1552 وأعيد بناؤه عام 1996، وافتُتح في 24 يوليو 2005م. وقد أسهمت عدّة بلدان في الصندوق الذي أنشئ لبناء مسجد كول شريف.
كانت جيوش إيفان الرهيب تخوض معارك ضارية للسيطرة على المعقل الرئيس في المدينة، ولم تتمكّن القوات الروسية من السيطرة على القلعة، إلّا بعد سقوط آخر المدافعين عنها صريعًا. وكان كول شريف الذي لم يكن يهاب الموت، يقود المدافعين عن القلعة.
أُحرق المسجد بالكامل. ووفقًا لما تتناقله الألسن، جيلًا عن جيل، فإنّ صورة المسجد الخشبيّ المحترق وهي تطلّ من داخل اللهيب، أدهشت الغزاة.
لذلك تقرّر تخليد ذكرى مسجد قازان، في كاتدرائيّة القديس باسيل (فاسيلي بلاجينّي) في موسكو، التي بُنيت لتخليد ذكرى سقوط خانية قازان. وتحوّل إلى مسجد كاتدرائي مهيب.
حول القبة التي ترمز إلى سلطة الخان المطلقة، ارتفعت ثماني مآذن ترمز إلى المقاطعات الثماني لبلغار الفولغا. وقد تُوّجت هذه المآذن بأهلّة فضّية ترمز إلى السلطة الإلهيّة العليا…
في أواسط التسعينيّات، وبهدف الحفاظ على الآثار ذات القيمة التاريخية، تقرّر إعادة بناء مبنى المسجد العظيم كأحد المعالم الأساسية لكرملين قازان.
يمثّل مسجد كول شريف مع كاتدرائية بلاغوفيشينسك رمزًا لوحدة الدّيانتين الأساسيّتين في المدينة؛ الأرثوذكسية والإسلام. لقد كان لهذا الأمر دور مهمّ في وضع كرملين قازان ضمن قائمة التّراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
المسجد الذي افتُتح في عام 2005م، هو بناء قاعدته على شكل مربّعين يتقاطعان بزاوية قدرها 45 درجة لتشكّل رمز الشعار الإسلاميّ المعروف باسم الجلالة “الله”. وفي الجزء العلويّ من البناء، ثمانية أقواس متقاطعة وضعت عليها قبّة على شكل قبعة قازانية. تعلو مبنى المسجد أربع مآذن كبيرة يبلغ ارتفاعها 55 مترًا، وأربع صغيرة تلمع فوقها أهلّة فضّية، تمامًا كما كانت الحال في المسجد القديم.
ويضمّ هذا المجمّع الديني التاريخي، إضافة إلى المسجد، متحفًا لثقافة شعوب الفولغا الإسلامية، ومخطوطات قديمة، ومكتبة، ومركزًا للنشر وإدارة الإمام.
Next Post
قد يعجبك ايضا