نوادر العرب

أوفى من السموأل
* قصته بدأت مع ضياع المُلْك من امرئ القيس الكندي، فبعد زوال مُلْك أبيه أحب أن ينتصر له ؛ فجمع السلاح ، و أودع امرؤ القيس دروعه وأسلحته عند السموأل ، لكن الذي حدث أن صاحب الأمانة امرؤ القيس مات ، فأرسل ملك كندة يطلب الدروع من السموأل، فرفض أن يعطيه الدروع قائلًا له: إنه لن يدفعها إلا لمستحقها.
فعاود الملك الطلب ، وثبت السموأل عند رفضه، مؤكدًا: لا أغدر بذمتي، ولا أخون أمانتي ولا اترك الوفاء المفروض عليّ.
فرأى ملك كندة أن يحارب الشاعر العنيد، فحاصر جنده حصن السموأل ، وصادف أن قبض جيش كندة على ابن السموأل خارج الحصن، فأخذه رهينة وساوم الملك الكندي الشاعر السموأل أن سلم الدروع وإلا قتلت ابنك. لقد كانت لحظة اختيار صعبة، أيضُحي بابنه أم يضحي بكلمته؟
موقف صعب ، أليس كذلك ؟؟!
لكن السموأل حسم أمره وقال: ” ما كنت أخون عهدي وأبطل وفائي فاصنع ما شئت “.
وذُبِح ابن السموأل وأبوه ينظر إليه من أعلى الحصن ، وعاد ملك كندة خائبًا ..
ثم وافى السموأل بالأدرع و أعطاها ورثة امرئ القيس.
أنكحك الصدق
* خطب بلال بن رباح (رضي الله عنه) لأخيه “خالد” امرأة قرشية ، فقال لأهلها : نحن من قد عرفتم كنا عبدين ، فأعتقنا الله تعالى ، وكنا ضالين ، فهدانا الله تعالى ، وكنا فقيرين ، فأغنانا الله تعالى ، وأنا أخطب إليكم فلانة لأخي ، فإن تنكحوها له فالحمد لله تعالى ، وإن تردونا ، فالله أكبر .
فأقبل بعضهم على بعض ، فقالوا : بلال ممن عرفتم سابقته ،ومشاهده ومكانه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزوجوا أخاه ، فزوجوه.
فلما انصرفوا قال أخوه : يغفر الله لك ، أما كنت لتذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ماعدا ذلك ؟
فقال : صه يا أخي ، قد صدقت فأنكحك الصدق .

قد يعجبك ايضا