يوميات صائم
عبدالفتاح علي البنوس
في رمضان تمتلئ المساجد بالمصلين وينقشع الغبار من على المصاحف من قبل الصائمين باعتباره شهر القرآن ويتسابق الخطباء والوعاظ على إلقاء المحاضرات الدينية التي يحتاجها الناس في رمضان ونجد في المساجد أشخاصا لأول مرة يدخلونها في حياتهم وأولئك الذين يرتادونها من رمضان إلى رمضان ولاغرابة فهذا هو شهر الله وفيه تلين القلوب وتطمئن النفوس وترق الأفئدة و يكون للحياة رونق جميل مفعم بالروحانية والإيمان .
وعلى الرغم من هذه الأجواء الرمضانية الآسرة للقلوب إلا أن هنالك الكثير من الممارسات والسلوكيات التي يمارسها البعض منا في تعاملاته اليومية والتي لاتنسجم مع ما يظهره هؤلاء أمام الناس فتجد هذا الخطيب يتحدث عن الكذب ويحذر منه وتجده في معاملاته الشخصية صاحب الرقم القياسي في الكذب وذاك يذم الغيبة والنميمة وما إن يخلو له الجو حتى ينهش في أعراض الناس ويأكل لحومهم بعد أن قام بحنذها ووضع التوابل والبهارات عليها, وآخر يقدح في الفساد والفاسدين ويصور نفسه بأنه عمر بن عبدالعزيز وما إن يتولى منصباً أو يكلف بمسؤولية يسارع إلى حد شفرات موس النهب والفيد و الفساد وكأن ما هو محرم على غيره محلل له لتتبخر كافة تنظيراته عن الفساد في الهواء , وآخر يشغلك ليلا ونهارا قال الله قال الرسول وفي واقعه المعاش لا حضور لله ولا للرسول كالمرجئة قول بلا عمل .
الدين الإسلامى دين المعاملة لا دين المظاهر الزائفة والوجوه المقنعة ,يقول أحدهم : أرني سلوكك وتعاملك وأخلاقك
لأخبرك ما ديانتك فالمعيار هي المعاملة والسلوك ولا يمكن لمساحيق التجميل التي يستخدمها البعض أن تغير في حقيقة وواقع السلوك والتعامل الذي عليه أصحابها , فلم تجدِ صلاة وعبادة المنافقين والخوارج أي نفع لهم بل كانت وبالا عليهم
لأنها صلاة وعبادة غير مخلصة النية وقس على ذلك ما هو حاصل اليوم من بيع وشراء ومتاجرة وتصنع وتمظهر باسم الدين في حين أن واقع المعاملات سيئ جدا حيث حول هؤلاء حياتهم الى مظاهر , يقتلك ويدعي بأنه يريد مصلحتك, يسرقك ويقول لك جزاك الله خيرا , يخون وطنه وشعبه ويتهمك أنت بالخيانة والعمالة ,يفجر في الخصومة و يقول لك ابتسامتك في وجه أخيك المؤمن صدقة.
الدين ليس مسواكا ومسبحة ولحية وسجدة تتوسط جبهة الرأس وثوبا قصيرا وعمامة وتوزة وجوخا ,الدين المعاملة والسيرة بين الناس , شبعنا مظاهر كذابة ودجلاً وتزييفاً, يسرق الكحل من العيون و يشتي يقنعني بأنه يجسد أخلاق وقيم الإسلام , لا توجد منزلة بين المنزلتين يا مسلم يا منافق كل واحد ( يوبه روحه مش بعدين يوم حره جره يقول ما رأيته ما أبصرته ) من ( ذلحين نجاز ) يا صائمين كل واحد يصلح نفسه ويصحح مساره وعلاقته مع ربه ومع خلقه مادام عاد به مجال للمراجعة والتصحيح.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا .