فتح مبين
قام عدد من التجار العرب اليمنيين بالدعوة إلى الإسلام في أرخبيل الملايو والهند الصينية والصين منذ القرن السابع الميلادي. وقد وصل الإسلام إلى سواحل سومطرة على يد العرب سنة 674كما حمل التجار المسلمون الهنود الإسلام إلى ماليزيا في القرن الثاني عشر الميلادي. ويُعتقد أن الإسلام دخل شبه جزيرة الملايو في عهد سلطان قدح مظفر شاه الأول (حكم بين عامي 1136 و1179 م)، على أيدي تجار مسلمين هنود. وقد كان مظفر شاه الأول هو آخر ملك هندوسي يحكم قدح؛ إذ اعتنق الإسلام وأسس سلطنة قدح، التي ظلت قائمة حتى اليوم.
وقد توالى اعتناق سكان الموانئ التجارية الساحلية في كل من ماليزيا وإندونيسيا للإسلام بطريقة سلمية، حتى أصبح الإسلام بحلول القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين هو الدين الغالب على شعب الملايو.
الإسلام هو أكثر الأديان انتشارًا في ماليزيا؛ إذ يشكل المسلمون حوالي 61.4 % من مجموع سكان البلاد ـ أي حوالي 17 مليون نسمة ،وفقًا لتعداد 2010. وتنص المادة الثالثة من الدستور الماليزي على أن الإسلام هو “دين الاتحاد (الماليزي)”. غير أن القانون والتشريع الماليزيين يعتمدان بالأساس على القانون الإنجليزي العام، ولا تطبق الشريعة الإسلامية إلا على المسلمين، ويقتصر تطبيقها في ماليزيا على مسائل الأسرة والشعائر الدينية، وهو ما أدى إلى الكثير من الجدل حول هوية ماليزيا، وهل هي دولة علمانية أم دولة إسلامية.