عبدالفتاح علي البنوس
واحد يقبل لي بصحن شفوت معصود بالثوم عصيد وكأنه سايري يسقي حقه الذرة , وواحد يدي لي طاسة سحاوق مصحوبة بكم هائل من الخبز وكأن معه زيارة للمساجين ,وواحد يدي لي سلته وكدم وكأنه داخلي سوق الملح , وواحد يدي لي فول وروتي وكأنه في القاع , وواحد يدي لي فتة سمن وتمر وعسل وكأنه في نجوم الشام , وواحد يدي لي بنت الصحن وكأنه داخلي عند و ليمة ,وواحد يدي لي كبسة لحم ودجاج وكأنه في الغربة , كل هذه الأصناف ليست حاضرة في عرس أو في عزاء كما قد يتخيل البعض ,ولكنها حاضرة على موائد الإفطار في كثير من مساجدنا حيث تتحول هذه المساجد إلى ما يشبه( ميز) العسكر ومعها تشعر ( بالفجيعة) وتتساءل لمن كل هذه الأصناف ?! معقول هؤلاء جايين يفطروا ويصلوا وإلا معاهم حفلة وعاملين عزومة ?! يا دفاع الله والوحشة لو يجوع هؤلاء با( يكلونا نية بدون نضاج) .
ما للناس؟! ليش كل هذه الأكلات ؟؟ هم قالوا فطور بس هكذا قد ( عتفتطروا ) علينا ( وتقرحوا جو) لا (قضا ولا سلف ) شوية شوية على بطونكم وعلى المصلين جنبكم قد شمكم يطير الملائكة والجن المربطين فكيف بحال المصلي جنبك وإذا زد حصل تجشايه وكالة تصيب النفس برائحة الثوم والبصل والقشمي حارق خارق صدقني حينها يتمنى لو به توشكا وإلا قاهر ( ينتفك ) من جنبه ( نتفة ) رجل واحد ويتحول جسمك إلى تونة غويزي لعل ذلك يشفي غليله ,هذا لا ما فقدش حاسة الشم نتيجة الغازات الكيماوية المنبعثة من فمك والتي تلقي من حولك صرعى ما يصحوا إلا اليوم الثاني هذا لا كتب الله لهم السلامة وإلا فهي القاضية.
هذا هو حال الإفطار في المساجد في رمضان مخضرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فعلاوة على كون ذلك يندرج ضمن الإسراف والتبذير فإنه أيضا لايليق ببيوت الله لما فيه من إيذاء للملائكة وللمصلين رغم أنه يمكن الاكتفاء بقليل من التمر والماء على الفطور في المسجد باعتباره الفطور الصحي الأكثر فائدة للصائم والذي لا تترتب عليه أي أضرار صحية و عند العودة إلى البيت عقب الصلاة كل واحد حر يأكل ما يريد دونما قيود ومحاذير المهم مراعاة خصوصية المسجد ونفسيات المصلين فالذوق هنا مطلوب والمراعاة في هذا الجانب ضرورية ومهمة وخصوصا لدى المصابين بالحساسية المفرطة من الروائح العفنة والذين لا يمتلكون القدرة على التحمل .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وافطارا شهيا.