أحمد ماجد الجمال
هل علينا الشهر المبارك شهر رمضان والذي تكثر فيه المصاريف المنزلية بشكل مباشر وغير مباشر, ولم تكن كذلك في الفترات الأسبق لسبب واضح وهو ندرة الشيء سواء أكان طعاما بهكذا حجم وأنواع ,أم بأنواع العصائر الطبيعية والصناعية المشروبات الساخنة كتلك التي نراها تواجهنا أينما كنا في الأسواق الشعبية أو الأسواق الكبرى وخصوصا في هذا الشهر. .
التمر والماء النقي كانا كافيين لدفع المرء إلى صلاة المغرب بكل حيوية وصفاء ذهن ,ويعود بعد الصلاة وشهيته مفتوحة لأكل البسيط ، والمغذي والمفيد التي لا تُكلّف الأسر فوق طاقتها..
وتطورت وتوفرت أنواع الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك والحبوب والدقيق الألبان والأجبان ومشتقاتها والزيوت والدهون والحلويات والمشروبات والعصائر والمعلبات الغذائية المشبعة كلها بكل ما جاءت به تقنية العصر.. من أشكال جذابة والأدهى التغير في الأسعار ونسب الغش التجاري في مكوناتها أو تواريخ إنتاجها أو طرق النقل والتخزين, وأيضا حشد من الأصباغ والألوان تعْرضُ أمام الصائم على مدار اليوم لإغرائه بشراء ربما كثير مما لا يحتاج ويحمّل مصاريف ما لا يطيقه.
وهذه ليست دعوه للشح والبخل إنما بأمانة وإخلاص إنه توجيه للترشيد والحد من ارتفاع مقادير الفواتيرالاستهلاكية, والذي لا يزيد الأجر, ويزيد من الإضرار بالصحة إذا أضفنا بند مصروفات القات من المؤكد انه يرفع من إجمالي المصروفات كذلك,وليس ثمة ثواب بالإنفاق المتجاوز لخطوط القدرة المالية المضعضة أصلا لعوامل وأبعاد مختلفة وآخرها الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها أفراد المجتمع والناتج عن العدوان والحرب.
ومعلوم أن شهر الصيام والقيام والقرآن هو فرصة لتجنب الشهوات، إلا أن الاعتياد الذي ارتفع في العقود الأخيرة وخصوصا مع تفشي ظاهرة التسويق والتشويق للنزعة البشرية من خلال الإعلام الاستهلاكي الطاغي بمختلف أنواعه ووسائطه القديمة والجديدة على تحويل مناسبة الصوم إلى شهر أكل ما ظهر في الأسواق وليس ما لذ وطاب فقط، ,ويستهلك أضعاف ما يستهلك في الشهور الأخرى، فيبدأ الاستعداد له من شهر قبل رمضان أو أكثر حسب القدرات المادية للأسرة ، وتقوم معظم الدول الإسلامية باستيراد أطنان اللحوم والمواد الغذائية، كما تتصاعد الحملة المسعورة وتجعل الناس المقتدرين يركضون للإسراف في شراء الطعام والشراب؛ ويقلدهم حتى ذوي الدخول المنخفضة أو المعدومة من خلال الديون وخلافة .. حتى تصل الحملة إلى ذروتها في نهاية الشهر ويصبح رب الأسرة تحت ضغط نفسي عنيف؛ إذ كيف يتقاعس عن توفير كل هذه الاحتياجات الأساسية منها أو المكملات المستجدة الرمضانية لأفراد الأسرة؟ وبالتالي يندفع الجميع إلى طريق الأكل والشرب بلا هوادة ولا وعي، حتى أصبح رمضان للأسف هو هذه الأشياء المستحدثه..
باحث بوزارة المالية