حان وقت السلام!
عبدالله الأحمدي
الذين يعيشون في فنادق خمسة نجوم لا يعرفون مدى حاجة اليمنيين للسلام، هم لا يحتاجون للسلام لأنه _ كما يعتقدون _ مضر بمصالحهم اليومية. هم يعيشون برغد عيش، مترفون، ينامون على أكداس من الأموال. ماذا يفعلون بالسلام، المال عندهم أغلى من الوطن.
هؤلاء طوال حياتهم لم يشعروا بما يعانيه إنسان اليمن من ويلاتهم، في السابق واللاحق. هم لم يشعروا بالخوف أو الجوع أو الضمأ، لم يجربوا يوما النظر إلى عيون الأطفال المرعوبين من القصف والموت.
هم يحاربون بأولاد الفقراء، بالجياع والمحتاجين والعاطلين عن العمل.
أتذكر صرخة رشاد البريهي الذي لقي ربه وهو يصرخ (انا مديون )
ذلك واحد من الفقراء المغرر بهم من قبل تجار الحروب.
منذ العاشر من ابريل الحالي ستتجه كثير من الأنظار نحو الكويت عسى أن يحقق لها هذا الاجتماع سلاما، لكن يبدو أن الأمور تبشر بخيبة أخرى تضاف إلى خيبات اليمنيين.
كانت جدتي توصي أبناءها، وتقول: السيل من أوله حمال، والحرب لا بات ليلد أمسى حباله تراخي. الأمور معلقة بنجاح هدنة الحرب، لكن يبدو أن هناك من لا يريدون هدنة ولا سلاماً.
اعتقد أن أمور اليمنيين لم تعد بأيديهم، وأن الأمور أفلتت منهم، بعد أن ربطوا مصيرهم بالأجنبي، ومدوا أيديهم بلا مبالاة. أقول يا أخوة إذا لم تشترك الدول التي تخوض الحرب في المفاوضات فإن حوار الكويت لن ينجح. الكثير من هذه الدول متربصة ولا تريد سلاما لليمن إلا بما يخدم مصالحها.
لقد طالت الحرب، وزادت المعاناة، واللي يده بالماء ليس كمن يده في النار. نصيحة للمواطن المكتوي بالحرب إلا ينتظر سلاما من المتحاربين، يجب عليه أن يفرض السلام بنفسه، ليخرج إلى الشارع، ليسمع العالم صوته المنادي بالسلام الآن.
أيها الفقراء، أيها المعدمون، أيها الشرفاء أنتم من يدفع فاتورة الحرب، سواء من دمائكم، أو من أقواتكم، تدفعون هذه الفواتير ببذخ من قهركم، ومن حاجاتكم المعدومة، تنامون في الظلام، أكثر من عام وأنتم محرومون من الضوء. أنتم بأمس الحاجة إلى السلام، اصرخوا، لترتفع أصواتكم فوق أصوات المدافع. لا تسكتوا لقد زلزلتم الدنيا بأصواتكم، أعيدوا الصرخة مرة ثانية جربوا.