أقول قولي هذا.. لا تحاكي صايم بعد العصر
عبدالمجيد التركي
لماذا حين تصفد الشياطين في رمضان تزداد المشاكل، وترى الناس متوترين في كلِّ شارع وفي كلِّ سوق، يتقاتلون على أتفه الأسباب، أو على كلمة عابرة، أو على أجرة الباص؟!
نحن معبَّأون بثقافة منافية لرمضان ولآداب الصوم، فحين تسمع مقولة قبيحة على غرار: لا تحاكي صايم بعد العصر، تدرك أن مثل هذه الثقافة هي التي رسَّخت العدائية الكامنة في نفوسنا، وبدلاً من أن نتذكر أن رمضان شهر الصبر والتسامح والإنسانية نبقى نستحضر هذه المقولة ونستنفر أعصابنا أكثر، وتضيق نفوسنا إلى حد أننا لم نعد نتقبَّل كلمة واحدة حتى من أطفالنا، فكيف سنتقبَّل الآخرين.. لذلك يجدر بنا أن نستحضر الحديث النبوي الشريف الذي يقول: فإن سبَّه أحد أو شتمه فليقل إني صائم..
رمضان هو اختبار للإنسانية والصبر والتحمُّل، فلنجرِّب أن نتحمَّل الناس حين يخطئون علينا، ونبتسم في وجوههم ونرد الإساءة بابتسامة.. وبالتأكيد سيخجل الشخص الذي أساء إليك حين يراك تبتسم له، وسيعتذر منك، وسيوقن في قرارة نفسه أنك أفضل منه.
الشجاعة ليست في قتال شخص يشتمك، أو سائق يقطع عليك الخط أو يقف بسيارته وقوفاً خاطئاً في الشارع وتنزل من سيارتك لتكيل عليه الشتائم.. لأن الشجاعة هي أن تبتسم في مواقف تستدعي الغضب، فحين تبتسم يعني أنك ستبدد كل سحائب الغضب وتتخلَّص من كل التبعات التي قد تجلبها ساعة غضب وتهوُّر.
في أحد الرمضانات قام شخص بطعن جاره في رقبته لأنه قال له: مال أمك.. وكلَّفته هذه الطعنة أكثر من مليوني ريال قيمة علاج في الأردن للشخص الذي قام بطعنه، فما كان ضرَّه لو صبر وابتسم في وجه هذا الرجل!!
ابتسموا يرحمكم الله، لأن الصيام فرحة فلا تفسدوها بالكراهية والشتائم.