عدن جارة البحر تدق ناقوس خطر نضوب المياه


عدن/ مرفت فوزي –

الماء من النعم الكبرى التي أنعم الله جل جلاله بها على الأرض ومن عليها لتقوم الحياة وتستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وبما إن إشكالية شح المياه في اليمن ليست وليدة الساعة ومن الخطورة استمرار تدهور الوضع المائي فيها بحيث أضحت المشكلة في غاية الأهمية والخطورة بالنسبة لنا ولأجيالنا القادمة ونتائجها تهدد الأمن القومي والاستقرار المعيشي والأمن الغذائي لا سيما أن تصنيف اليمن جاء ضمن قائمة الأربع الدول الأشد فقرا في الموارد المائية على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم الأمر الذي يؤكد استفحال أزمة المياه في بلادنا مما يستدعي ضرورة قيام الجهات المعنية للإسراع في معالجة ما أفسدته أيادي الإنسان وكبح غضب الطبيعة المقبل بلا محالة :

الثورة حاولت مناقشة مشكلة المياه في محافظة عدن مع عدد من المسؤلين وذات الصلة وذلك فيما يلي:
في البدء تحدث الأخ وحيد رشيد محافظ عدن بالقول أن أهمية الحفاظ على المياه هي مسؤولية الجميع حفاظا على الحياة وهي من الخدمات الأساسية والاستراتيجية التي يحتاجها أي مجتمع والحفاظ على نعمة المياه لا يعتبر مسؤولية المواطن فقط وإنما هي جزء من سياسة المؤسسة التي يجب أن تحافظ على هذه الثروة من خلال تماسك إدارتها وكوادرها بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام في التوعية بين أوساط المجتمع حول أهمية الحفاظ على المياه.
وأضاف: منذ أيام قليلة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي بتدشين الضخ التجريبي لآبار المياه الإسعافية للمحافظة من منطقة بير أحمد وبير ناصر بين غبار الصحراء ومعنا المخلصون ليشرب الناس ويطمئنوا على خدماتهم وإن الجهود تتضافر ولن تتوقف عن إنجاز كل ما يصبو إليه مواطنو عدن في شتى مجالات الحياة.
وقد قامت السلطة المحلية والعاملون في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بجهود مضنية وبدورهم في إنجاز هذا المشروع وبما من شأنه تنفيذ حفر20 بئراٍ اضافية في كل من بئر ناصر وبئر أحمد.. هذه الآبار ستعمل على معالجة الوضع المائي في عدن والمحافظات المجاورة لها داعياٍ المواطنين إلى عدم الإسراف في استخدام المياه وتسديد الفواتير لتتمكن المؤسسة من الإيفاء بالتزاماتها لأن المؤشرات تشير إلى تحسن الوضع المائي في المحافظة..لذا يجب الحفاظ على كافة الخدمات المقدمة للمواطنين وعدم السماح للعابثين بالتحكم في خدماتنا التي هي خدمات ضرورية لاستقرار المواطنين وأمنهم وسلامتهم ويجب أن نقف صفا واحدا أمام هؤلاء العابثين الذين لا يريدون الاستقرار لمدينتنا وحياتنا وحياة أولادنا وحقهم في العيش وفي التعليم وغيرها من الخدمات التي يستحقها كل مواطن.
انتهاكات
المهندس نجيب أحمد مدير عام المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بعدن قال: منذ أيام احتفلنا باليوم العالمي للمياه وهذا اليوم يأتي لتذكير الناس بأهمية المياه والحفاظ عليها وعدم الإسراف فيها باعتبار المياه هي الحياة مشيرا إلى أن مشكلة المياه تم معالجتها في مختلف مديريات محافظة عدن وأصبحت أفضل من السابق من ناحية استقرارها ومد المواطنين بالمياه النقية الصالحة للشرب وما زالت توضع العديد من الحلول في توفير المياه حيث يتم حاليا حفر العديد من آبار المياه الصالحة للشرب. مشيرا إلى أن الحفر تزايد من عمق 70 متراٍ في الآبار إلى 500 متر حاليا وأن نصيب الفرد من المياه في اليمن في تناقص بلغ 130 متراٍ مكعباٍ مقارنة بالمتوسط العالمي للفرد بألف متر مكعب وان اليمن تحت خط الفقر في المياه بنحو عشر مرات وأن أسباب شح المياه في عدن هي مشكلة التوسع العمراني في مناطق على حساب مناطق أخرى والحفر العشوائي أدى إلى سرعة النضوب والخفض في مناسيب المياه الجوفية وتعرض بعضها للتمليح الناتج عن هذا الهبوط وطغيان المياه المالحة عليها وتابع قائلاٍ: أن كل الدراسات التي أجريت على الخزانات الجوفية تشير إلى عدم التوازن المائي وقد ازداد هذا الاختلال كثيراٍ في السنوات الأخيرة بسبب التحولات التي طرأت على استخدامات المياه كما أشرنا سلفاٍ وبشكل عام فإن الموارد المائية تعاني استنزافاٍ وفجوة كبيرة بين إجمالي الموارد المتجددة سنوياٍ وجملة الاستخدامات عموماٍ .
وأضاف أنه يجب الحفاظ على المياه وحقول المياه التي تتعرض للانتهاكات من قبل الآخرين المتحكمين بمصادر المياه التي تغذي محافظة عدن من دلتا أبين ودلتا تبن لذلك لابد أن يسارع المجتمع بشكل عام لإنقاذ حقول المياه من هؤلاء المتنفذين بالإضافة إلى دور خطباء المساجد وغيرهم من الجهات ذات العلاقة لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على المياه.
معالجات حاسمة
من جانبه قال المهندس عبد العزيز مهيوب مدير فرع الهيئة العامة للموارد المائية في عدن إن التحدي الحقيقي للحد من المشكلة وللنتائج الخطيرة في ضرورة تنفيذ جملة من الإجراءات والمعالجات الحاسمة والجذرية السريعة والتي تهدف إلى إقلال معدلات الاستنزاف وترشيد الاستخدامات والحد من التلوث ولتجاوز العجز الكبير التي تعاني منه بلادنا يحتم علينا تنمية مواردنا المائية والبحث عن مصادر جديدة مثل إقامة السدود والحواجز المائية وإعادة تعمير مساقط المياه والاستفادة من حصار الأمطار والحفاظ على التربة من الانجراف وأتباع أساليب وطرق الري الحديثة ورفع كفاءة الصيانة وتطوير شبكات التوزيع وكذا إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالج وفق ضوابط ومعايير مقبولة ومن أهم التحديات الراهنة هي البحث عن المصادر إضافية تلبي احتياجات مياه الشرب العامة وبذل جهود حقيقية للاستجابة للتحديات الكونية والتغيرات المناخية التي تجلبها ندرة المزيد من التنسيق والمتابعة في سبيل تحقيق الأهداف الإنمائية والمتعلقة بالمياه العذبة وتحسين خدمات الصرف الصحي وحل الطلب المتزايد عبر كل المجالات التي تنتج المياه وباستخدام أساليب علمية ومتنوعة ويظل خيار تحلية مياه البحر هو الخيار الأخير على الرغم من التكلفة الباهظة لتوفير كل الاحتياجات المائية الضرورية للشرب والصناعة خاصة في المدن الساحلية الرئيسية والتي تنمو وتتسع عاما بعد عام .لذلك فنحن نحتاج إلى مشاركة الدولة والمجتمع وهو السبيل إلى تحقيق الأمن الغذائي.
التوعية بأهمية المياه
حسين بافخسوس مدير إدارة التعليم العام مكتب التربية بعدن قال إن أهمية المياه ودور التربية في التوعية بين التلاميذ والطلاب وبين الأسرة هي من أهم الأدوار التي تلعبها التربية في غرس القيم والأخلاق والتعامل مع الطبيعة بصورة تساعده في المستقبل على الرقي بهذا الوطن الكريم . فالماء الهواء وجهان لعملة متلازمان للحياة … والمتبع لما جرى في العالم بشأن الماء ومصادره نجد أن الصراع القادم في العالم سيكون هو الصراع على الماء وليس على البترول هكذا أهمية المياه وإذا ما وعينا أهميته وعيا علميا ناضجا نستطيع العمل على الحفاظ عليه وعدم العبث في استخدامه واستهلاكه خارج الحاجة الحقيقية لنا سوى الشرب والإعمال المنزلية والري لذلك وبعد هذا الإنذار والناقوس الذي يدق في كل لحظة يجب علينا ان نقف وقفه حازمة تجاه الاستهلاك الجائر لمصادر المياه الجوفية والحفر العشوائي للآبار دون رقيب وقد هب العالم اليوم ومنذ فترة بعيدة للتوعية بالخطر الذي يهدد المعمورة ونحن في بلادنا الحبيبة نعمل على إهدار ثرواتنا المائية للحياة بدون وعي ولا تفكير ونساعد على إنهاء الحياة على هذه الأرض الطيبة ليتكاتف الجميع من أجل إحياء هذه الأرض الطيبة بالمحافظة على العنصر الحقيقي للحياة ولابد لنا أن نعي الخطر المحدق بنا.
الأخ جمال عبدالله المجعلي مدير عام مديرية التواهي قال إن العالم اليوم يستشعر خطورة العبث بالمياه وعدم التوزيع العادل لهذه الثروة كما أن العالم يسير نحو الحروب على المياه ويظهر ذلك في عدد من المناطق مثل تركيا وسوريا والعراق والأردن وإسرائيل ونحن في اليمن إذا لم نعتمد على إقامة السدود والحواجز التي تضمن لنا البقاء والاعتماد على المياه الجوفية وتزويدها بالبحث والتنقيب على مزيد من الآبار لذا ينبغي أن يكون هذا الموضوع محل اهتمام الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات ونحن لازلنا نملك هذه الثروة ولكننا بحاجة إلى ترشيد استخدامها والمحافظة علي تنميتها ووضع المعالجات لاستمرار بقائها .
من جانبها قالت الأخت رابعة الفضلي – منظمة مرسي كوربس-إن الجميع يعلم بأن الماء هو الحياة ذاتها وأن أهمية وجوده شرط ضروري للحياة على هذه الأرض وارتباطه بنا كارتباط الهواء الذي نتنفسه..ولأن بلادنا اليمن تتصف بندرة الماء وندرة مصادره بل وسوء استخدام للموارد المتاحة والمتوفرة كمياه الأمطار التي تنعم بها بلادنا لحل جزء من هذه المشكلة التي تعتبر من أهم الكوارث التي قد نواجهها مستقبلا بل وأننا نستهتر باستنزاف ما تبقى لنا منه في القات دون مبالاة وكأننا لا نعلم أننا مقبلون على كارثة حقيقية ستدخل بلادنا لا قدر الله في مأزق كبير.
وأضافت بالنسبة لدوري كمدربة توعية صحية في منظمة مرسي كورب الإنسانية فإنني وفريق العمل نقوم بتوعية المجتمعات الريفية في المناطق الجنوبية وغيرها بأهمية الماء وعدم الإسراف به كمحاولة منا لوضع حلول بسيطة للقيام بالمحافظة على ما يتوفر منه لديهم لحل هذه الأزمة خصوصا وأن هذه المجتمعات تعاني من شحة المياه وندرتها..وفي الجانب الآخر فإننا نقوم بأنشطة مختلفة ومتنوعة نقدم لهم خزانات المياه وفلترات المياه وتوفير المضخات ومستلزمات النظافة وتدريب الكوادر في المدارس وغيرها وعمل توعية شاملة لكل المراحل الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية وعمل دورات توعية أيضا للمرأة والطفل في المناطق النائية التي لا تتوفر لها أدنى الخدمات المعيشية واختتمت حديثها بالقول: الماء سر الحياة … بل هو الحياة ذاتها فدعونا معا يدا واحدة نرفع شعار أهمية الماء ونعزز هذا الشعار كثقافة نورثها لأولادنا جيلاٍ بعد جيل.
استنزاف خطير
الأخ عبد الملك عامر … مدير مديرة صيرة قال إننا نعاني كثيرا من شحة المياه والانقطاعات الدائمة للمياه ولساعات طويلة معظم الأحواض الجوفية في اليمن تتعرض للاستنزاف الخطير للمياه نظرا لزيادة الطلب على المياه مع النمو السكاني المتزايد وما تتطلبه مشاريع التنمية الزراعية والصناعية قد صاحبه ازدياد في استنزاف المياه الجوفية وبشكل مفرط بسبب الحفر العشوائي للآبار.
لذلك وعبر صحيفة الثورة أدعو المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على المياه وترشيدها والحد من أعمال الحفر العشوائي المضر بالأحواض المائية الجوفية واستغلال المياه للخدمات العامة والشرب دون الإسراف ولابد من تضافر جهود الجميع سلطة محلية ومواطنين في عمل كل ما من شأنه الحفاظ على الشريان الحيوي لمنسوب المياه الجوفية والذي يغذي مدينة عدن وعدداٍ من المحافظات المجاورة لها ويؤمن خدمات المشاريع التنموية والاستثمارية على حد سواء .
الأخ عوض مبجر أمين عام مديرية صيرة قال إن على الجميع استشعار خطر داهم وقريب إلا وهو خطر الجفاف لذا وجب علينا جميعا العمل على استمرار تدفق المياه بالبحث الحقيقي من قبل المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي عن مصادر حقيقية لتوفير المياه وحث القائمين على مشروع تحليه مياه البحر في البدء بالعمل فورا لأنه قريبا جدا سوف يكون الخيار الوحيد والأخير لأن الأمطار شحيحة وآبارنا بدأت تنضب.

قد يعجبك ايضا