الغائب – “وتلك الأيام!!”
حسين البكري
إهداء – إلى الكاتب المبدع “عبدالمجيد التركي”
قبل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وما أحدثه من جرائم ونكبات كانت الحياة مرتاحة ونشطة على وجه الخصوص السفارات العربية والأجنبية والمنظمات المحلية والدولية أي أن الحركة الشاملة للإنسان في هذا البلد لا تكل ولا تمل مثل إقامة للمناسبات كافة.
وقد كنت أنسى في كل مرة ألتقي بها أن أسالها: ما أصل تسمية “حنان” هو اسم عربي قالت هل ستحضر الحفل الليلة أنا مطربة إيطالية.
وأنا كاتب صحفي متواضع سأنشر لك مقابلة ثم التفتت إليّ ابنتي الصغيرة سألتني من تكون هذه الصغيرة الجميلة؟
هي ابنتي مريم مدت يدها وسلمت عليها مرحبة ثم افترقنا.
وقابلتها بعد عام في نفس المكان مرحباً بها: أين كنت يا حنان بغيابك افتقدنا الحنان أنت يا فلسطيني تجيد المجاملة أتمانعين بفنجان كوبتشينو – اسم مشروب ايطالي مشهور عالمياً، قهوة بالحليب – بعد أن جلسنا وتكلمنا عن الماضي والحاضر والمستقبل قلت: أتعرفين يا حنان بماذا أفكر أنا وأنت نلتقي في القدس همست أصحيح ما تفكر به، صحيح أنا وأنت معاً في القدس العربية ثم افترقنا وفي المساء وقفت أمام باب قاعة الحفلات دخلت فاستقبلتني مرحبة فرحة وهي التي تعرفت عليَّ صدفة كما تتعارف وتلتقي دموع الفراشات والطيور المهاجرة كان المكان مزدحما وهادئاً في آن واحد ورأيت أعضاء السفارة والجالية وعشرات من جنرالات وقادة بالملابس العسكرية كما بدا لي أنهم كانوا في زيارة ودية لليمن وبدأت حنان تغني بلغة إيطالية كان صوتها رومنسيا وعاطفيا وفي نهاية الوصلة صعدت ابنتي مريم وقدمت إليها وردة حمراء منها إليها من الحاضر والغائب أصيب الجميع بالاندهاش والاحترام وصفقوا لها.
ومرت الأيام وانتقل الحال بنا من حال إلى حال حفظ الله اليمن الحبيب من كل ما يجد ويحاذر…!