الغيلي: صفحة “علوم وطبيعة” أثبتت أننا مازلنا نتمتع بروح الفضول العلمي
لقاء/ هاشم السريحي
هاشم الغيلي أحد أبناء اليمن الذين يعشقون العلم والمعرفة ولا يتوقف حبهم للمعرفة عند البحث عن المعلومة فقط بل أيضاً يسعى إلى نشرها ليستفيد منها الآخرون. بدأ مسيرته العلمية منذ الصغر وكان دائماً يقرأ المجلات العلمية ويطمح في أن يكون له دور هام في مجالات البحوث العلمية. درس علوم التكنولوجيا الحيوية في جامعة بيشاور بباكستان عبر منحة من وزارة التعليم العالي والبحث ثم انتقل إلى ألمانيا لدراسة الماجستير عبر منحة من منظة الـ DAAD الألمانية. بعد الانتهاء من الماجستير وجد الوقت الكافي لنشر العلم والمعرفة باستخدام شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك عبر صفحة (علوم وطبيعة) واستطاع الوصول إلى الملايين من المستخدمين خلال فترة قصيرة، لمزيد من التفاصيل التقيناه وخرجنا بالحصيلة التالية:
كيف كانت بدايتك مع صفحة (علوم وطبيعة)؟
– بدأت الصفحة في عام 2009م، كنت حينها أدرس البكالوريوس. كانت عبارة عن حساب شخصي أقوم من خلاله بنشر العلم والمعرفة بين الأصحاب فقط. بعدها توسعت وقمت بنشر المواد العلمية في المجموعات التي تختص بالعلوم ، وهو مادعى الكثيرين من محبي المعرفة إلى الانضمام للحساب الشخصي حتى وصل العدد إلى 27 ألف متابع. قمت بإغلاق الحساب عندما بدأت رسالة الماجستير، وبعد الحصول على درجة الماجستير عدت من جديد وفتحت الحساب وقمت بتحويله إلى صفحة عامة. في ديسمبر 2015 وصل العدد إلى 66 ألفاً ، والآن تخطت الصفحة أربعة ملايين وأربعمائة ألف متابع. خلال هذه الفترة القصيرة كان نمو الصفحة كبيراً جداً إلى درجة أن عدد مشاهدات الفيديوهات تخطت مليار وستمائة مليون مشاهدة.
كيف تمكنت من الوصول بالصفحة إلى هذا العدد الكبير من المعجبين؟
– قمت بالتركيز على نشر المواد المرئية، وهي عبارة عن فيديوهات قصيرة جداً لا تتعدى دقيقتين. تعرض هذه الفيديوهات أحدث الاكتشافات العلمية وتكون مصحوبة بخلفية موسيقية ونص يعرض المحتوى بشكل سريع وجذاب. كلما نشرت مقاطع فيديوهات أكثر – مع الاهتمام بنوعية المواد المنشورة – زاد عدد المتابعين خلال فترة وجيزة جداً.
ما هي منشورات الصفحة ومن هي الفئة المستهدفة لها؟
– الصفحة تنشر المواد العلمية وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والطب والظواهر الطبيعية وعلوم الحيوانات. أيضاً تتطرق المنشورات إلى المشاكل البيئية التي تحدق بكوكبنا وطرق علاجها. تستهدف الصفحة الفئة العامة التي ليست لديها الخبرة في المواد العلمية. من خلال الصفحة أقوم بتبسيط العلوم ونشرها للعامة بغض النظر عن الخلفية العلمية أو العمر أو الجنس أو اللغة أو المنطقة الجغرافية. كل من ينضم للصفحة ستكون لديه القدرة للاستمتاع بأحدث وأشيق المعلومات التي تعرض بأسلوب سلس وممتع.
هل لديك فريق يقوم بتجهيز المواد للنشر؟
– لا ، أقوم بإنتاج كل الفيديوهات والمواد المنشورة في الصفحة بنفسي. عُرضت عليَّ فكرة التطوع لمساعدتي في هذا لكنني أعتقد أنني لست مستعداً لهذه الفكرة لأن لدي أسلوبي الخاص في نشر المواد العلمية وأود توحيد ذلك الأسلوب في الصفحة.
لماذا اعتمدت اللغة الإنجليزية في صفحتك؟
– قمت باعتماد اللغة الإنجليزية في الصفحة لسببين رئيسين. أولاً، مصادر المعرفة موجودة باللغة الإنجليزية ويمكن اختصارها بسهولة. ترجمتها يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد ولربما يحتاج الموضوع إلى فريق متكامل وهذا مكلف جداً. ثانياً، أود أن أنشر العلم والمعرفة مع مراعاة إضافة المصادر الأساسية للبحث العلمي في كل المنشورات. للأسف بعض الصفحات التي تنشر العلوم باللغة الإنجليزية تتفادى إضافة المصادر، وهذا يخلق مشكلة. نحن نعتمد على هذه المصادر عند ترجمتها إلى اللغة العربية، فإذا ضاعت هذه المصادر فإننا سنبدأ بنشر معلومات تفتقر إلى الصحة. لهذا كان لابد من إصلاح هذا الخلل بدءاً مع الجمهور الإنجليزي أساساً. وهذا بطبيعة الحال ينشر الوعي لدى الجميع بأهمية تتبع المصادر الأساسية للمعلومة.
كيف ستخدم وطنك وعالمك العربي من خلال الصفحة؟
– أعتقد أن الصفحة تجلب الوعي لدى الكثيرين من الأجانب، إننا في الوطن العربي – ككل الشعوب – شغوفون بالعلم والمعرفة ولدينا القدرة على إحداث تغيير جذري حتى ولو بالكلمة. الكثير من الأجانب لم يصدقوا أن وراء الصفحة شخص من البلدان العربية، وهذا محزن بطبيعة الحال لأنهم يعتقدون أننا تجاهلنا العلم منذ زمن طويل وتركناه للأبد. ولكن الصفحة تعيد الأمل لنا جميعاً وتثبت أننا مازلنا نتمتع بروح الفضول العلمي والتي ستضمن مكانتنا بين الدول المتقدمة.
ما هي طموحاتك؟
– أطمح أن أواصل مشروع نشر العلوم والمعرفة. غالباً ما أقوم بنشر مواد تتعلق بأحدث التطورات في مجالي الصحة والطب، لكن للأسف أحدث العلاجات والتكنولوجيا الطبية تكون غالية الثمن ولا تصل إلى من يحتاجونها في الوقت المناسب. أتمنى أن أساهم في تغيير ذلك في المستقبل وأن أمد يد المساعدة لإيصال المواد الطبية إلى كل منزل بحاجة إليها بغض النظر عن مستوى الدخل المالي للفرد.
كلمة أخيرة؟
– نحن في اليمن بحاجة إلى تكثيف جهودنا في التعليم حتى نلحق بركب الأمم المتقدمة. نريد من طلابنا وشبابنا أن يأخذوا العلم والمعرفة بكل جدية وأن يكون لنا دور فعال ليس فقط في نشر العلم بل أيضاً في صناعته. وهنا يأتي دور المدارس والجامعات على الخصوص في تنمية روح المعرفة بين طلابنا وشبابنا حتى ننهض باليمن ونعيد بناء وطننا الغالي من جديد.