الأنشطة الرياضية.. بين آمال العودة واستمرار الجمود

استطلاع/عبدالرقيب فارع

منذ بداية العدوان على بلادنا في 26 من مارس العام الماضي وحتى اليوم والاتحادات الرياضية العامة تعاني الأمرين سواء في الشأن الداخلي أو الخارجي حول ما يتعلق بإقامة البطولات في بعض محافظات الوطن بسبب العدوان الغاشم الذي تسبب في إدخال عدد من المحافظات بحالة من التوتر والصراع وعدم الاستقرار وهو ما دفع الاتحادات الرياضية لإقامة بطولاتها في المحافظات الآمنة أو في العاصمة صنعاء إيماناً منها بمواصلة واستمرارية الأنشطة الرياضة، والتأكيد لقوى العدوان وعملائها في الداخل أن أبناء الوطن وفي مقدمتهم الشباب والرياضيون لن يستكينوا أو يتراجعوا إلى الوراء خوفاً من طائراتهم وقصفهم الوحشي والهمجي ليواصلوا حبهم وعشقهم الكبير لوطن الثاني والعشرين من مايو بإقامة الفعاليات الرياضية المختلفة.
أما المشاركات الخارجية فإن أبطال الوطن قوبلوا بالتعنت والغطرسة من قبل قوى العدوان الذين وضعوا أمام نجوم اليمن الصعوبات والعراقيل كي يحرموهم من تمثيل الوطن في المحافل العربية والآسيوية والدولية ليصطدم المعتدون بعزيمة وإصرار أبطالنا الذين أبوا إلا أن يشاركوا ويرفعوا علم اليمن في أعلى القمم رغم أنوف قوى الشر والعدوان واضطرت غالبية الاتحادات الرياضية لإيقاف الأنشطة الداخلية والمشاركات الخارجية خوفاً على أبطالها وكذا لارتفاع تكاليف المشاركات خاصة في البطولات الخارجية لتقع هذه الاتحادات بين مطرقة استمرار الجمود وسندان آمال العودة.
(الثورة الرياضي) سلط الضوء حول هذا الموضوع والتقى عددا من المعنيين في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية وخرج بالحصيلة التالية:

إيجاد البدائل
* في البداية تحدث نائب مدير عام النشاط الرياضي بوزارة الشباب والرياضة طه تاج الدين والذي استهل حديثه بالقول: الأنشطة الرياضية لمختلف الألعاب الرياضية لم تتوقف ونحن في الإدارة العامة للنشاط الرياضي التابعة لقطاع الرياضة نعمل وفق رؤية فنية واضحة وخطط مدروسة تتواكب مع حجم المتغيرات الحاصلة وبما يعود بالفائدة على الاتحادات الرياضية والدفع بها لمواكبة تلك المتغيرات.
وأضاف: نتيجة لما تعرضت له المنشآت والملاعب والصالات الرياضية في مختلف المحافظات من تدمير من قبل العدوان الغاشم وبعد أن كانت الاتحادات الرياضية قد بدأت بتنفيذ برامجها وخططها للموسم الرياضي 2014-2015م إلا أن العدوان وتدميره للمنشآت الشبابية والرياضية تسبب في توقف الموسم الرياضي ليضطر قطاع الرياضة لتدارس الأمر وخطورة الموقف مع قيادة الوزارة وعدد من الاتحادات وليتم إيجاد البدائل لذلك.
مشيراً إلى أن الجميع عمل تحت دوي صواريخ الطائرات ورغم تلك المعاناة فقد تم تحفيز الجميع للدفع بالاتحادات الرياضية على استمرار وإقامة الأنشطة الرياضية لمختلف الألعاب سواء الفردية أو الجماعية والتي كانت عند مستوى المسؤولية حيث أقامت العديد من الأنشطة والبطولات لأغلب الاتحادات بحسب التقارير المرفوعة إلى القطاع والأرقام والإحصائيات تثبت ذلك لجميع الأنشطة التي نفذت خلال العام 2015م.
وبالنسبة للمشاركات الخارجية قال: لقد حرصنا أن تكون المنتخبات الوطنية بمختلف الألعاب مشاركة ومتواجدة في تلك البطولات سواء العربية أو الدولية أو الآسيوية وتحمل أبطالنا مشقة السفر وسوء المعاملة في المنافذ الحدودية نتيجة الحصار الجائر من قبل دول العدوان واثبت أبطالنا بأنهم عند مستوى المسؤولية وأنهم رجال المرحلة وحصدوا العديد من الانجازات والميداليات الملونة ورفعوا علم اليمن عالياً في مختلف المحافل الخارجية.
مبيناً أن قطاع الرياضة لديه خطط بديلة لأي مرحلة تتناسب مع كافة المستجدات والمتغيرات التي تمر بها البلاد وبما يساهم في استمرار إقامة الأنشطة الرياضية المختلفة للألعاب الرياضية.
لافتاً إلى أن اغلب الاتحادات العامة أو معظمها استوعبت هذه المرحلة وباشرت بتقديم تقاريرها السنوية للعام 2015 فنياً وإدارياً ومالياً، وكذا الخطة السنوية للعام 2016، وبدأت بتنفيذ وإقامة البطولات للعام 2016م بعد دراسة تلك الخطط والبرامج من قبل قطاع الرياضة ولجنة الموسم الرياضي وإجراء التعديل عليها بما يعود بالفائدة على الألعاب في المحافظات والاتحادات العامة وتم صرف الموازنات الخاصة بتلك البطولات، وعلى الاتحادات العامة مسؤولية الإشراف والمتابعة لفروعها في المحافظات.

آثار سلبية
رئيس الاتحاد العام للبنجاك سيلات عبدالباري الشميري قال: يجب أن يظل الأمل كبير لدى الرياضيين لأن الإنسان بلا أمل يكون عديم الطموح وإذا انعدم الطموح سيكون الإنسان غير منتج، لذلك فالأمل بالله كبير بأن الغد سيكون أفضل لأن توقف الأنشطة الرياضية أو تجميدها يعني أن هناك دعوة عامة للشباب للانخراط نحو المجهول.
مضيفاً بالقول: إقامة الفعاليات واستمراريتها هو بالأساس للحفاظ على الشباب وثانياً هو رسالة لكل من يظن أن الشباب اليمني ينكسر أو يضعف ونقول لهم بأننا صامدون والفعاليات الرياضية تنعش المتابعين وتسحرهم بعيدا عن حالات الإحباط والترقب وانتظار المجهول، لذلك اعتقد أن جميع الاتحادات الرياضية تسعى بكل ما أوتيت من قوة أن تظل في حالة نشاط إذا ما توفر لها الدعم الكافي.
مبيناً أن الوضع الحالي غير مرضٍ للكثير من الرياضيين وللقائمين على الاتحادات لأن التوقف عن التمارين والنشاط يعني هدم البناء الذي تم تشييده خلال السنوات الماضية وسيكون له آثار سلبية على الرياضة والرياضيين.
وناشد الشميري في ختام حديثه قيادة وزارة الشباب بإعادة النظر في الدعم المقدم للاتحادات حتى يكون هناك نشاط حقيقي ومثمر ولا يكون مجرد إسقاط واجب لإبقاء الاتحادات على قيد الحياة فقط.

برنامج متكامل
* رئيس الاتحاد العام للوشو كونغ فو محمد عبده راوح أكد أن قيادة الاتحاد حرصت خلال العام 2015م على إقامة العديد من البطولات والدورات التدريبية لكن أوضاع البلاد جراء العدوان الغاشم والبربري حال دون ذلك ورغم ذلك أقام الاتحاد بطولة الجمهورية الثالثة لأندية الرجال بمحافظة تعز خلال العام الماضي 2015م ومهرجان الصداقة اليمنية الصينية وبطولة الجمهورية للنخبة لشباب المحافظات بالأمانة واجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، متمنياً استمرار الأنشطة  حتى لا تصاب الألعاب الرياضية بالركود والجمود، موضحاً أنه بالنسبة للنشاط الخارجي فقد شاركت بلادنا في بطولة غرب ووسط آسيا في إيران واجتماع الاتحاد الدولي في جاكرتا لعام 2016م.
مشيراً إلى أن كل الاتحادات الرياضية تقدر وضع البلاد وما تشهده من معاناة إلا أن لديهم في الاتحاد برنامج متكامل لهذا الموسم الرياضي وسيسعى الاتحاد للمشاركة في البطولات التي ستعود بالفائدة على منتخباتنا الوطنية وتحقق فيها منتخباتنا الانجازات.
وطالب راوح جميع الفرقاء السياسيين العمل من أجل مصلحة الوطن والتخلي عن المصالح الشخصية حتى تعود الحياة إلى الوطن التي ستعود معها الرياضة إلى قمة توهجها.
وأضاف: أقمنا بطولة الجمهورية لنخبة الشباب في فبراير 2016م والآن لدينا بطولة المدارس برعاية وزارة التربية والتعليم وإدارة الأنشطة المدرسية وهي الآن قيد التحضير لدى المختصين في الوزارة وكذا ودورة تدريبية لمدربي الأندية والمراكز وهي قيد التنفيذ والأنشطة كثيرة وعند وجود الدعم نستطيع إنجاز الكثير.
مختتماً حديثه بالشكر الجزيل لوزارة الشباب والرياضة ممثلة بنائب وزير الشباب حسين زيد بن يحيى وقطاع الرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب على تذليل جميع الصعاب التي تواجه الاتحاد والتعرف عن قرب على وضع الاتحاد ومتطلباته.

الدعم والرعاية
* رئيس الاتحاد العام للمصارعة عبدالله المغربي قال: نتمنى أن يستمر النشاط الرياضي حسب ما هو مخطط له على مستوى المحافظات خلال الأزمة التي تمر بها بلادنا ونأمل أن يعود النشاط كما كان عليه في السنوات الماضية لنثبت للجميع أن شباب ورياضيي الوطن لا يتأثرون بتلك المعاناة والمشاكل.
لافتاً إلى أن الأنشطة على مستوى المحافظات لا تفي بالغرض المطلوب وهو يعد التقاء لاعبي المحافظات مع بعضهم البعض ومن خلال هذه اللقاءات يتم تشكيل المنتخبات الوطنية وأنشطة المحافظات فيما إقامة أنشطة على مستوى المحافظات مجرد تنشيط للعبة فقط، أما إقامة الأنشطة على مستوى الجمهورية فهو الأفضل ولكن في ظل الظروف الحالية فإن إقامة أي أنشطة حتى ولو على مستوى المحافظات يعتبر أمراً جيداً وأفضل من التوقف النهائي.
مؤكداً أن قيادة الاتحاد لديها الكثير من الخطط والبرامج للعام الحالي حرصاً منها  على مواصلة الأنشطة وتطوير قدرات اللاعبين حتى لا يصابوا بالملل حيث سيتم بدء الأنشطة على مستوى المحافظات خلال النصف الثاني من شهر مايو الماضي، متمنياً استمرار الأنشطة في أوضاع آمنة ومستقرة وأن تكون الأوضاع إلى الأفضل بإذن الله تعالى.
وتمنى المغربي في ختام حديثه أن تذلل كافة الصعاب أمام الاتحادات الرياضية في الفترة القادمة حتى يتسنى لها إقامة البطولات الداخلية والمشاركات الخارجية وتشريف الوطن التشريف اللائق لأن بناء المنتخبات يتطلب الكثير من الجهود والدعم والرعاية للاعبين الأبطال.

إنجازات قارية
* أمين عام الاتحاد العام للملاكمة فكري عبدالله الجوفي أكد أن الأمل موجود للعودة للوضع الطبيعي في أقرب وقت، والرياضة تعد جزءاً من هذا المجتمع فالأمل بعودة هذه الأوضاع هو أمل للعودة للرياضة وممارسة الأنشطة بمختلف الألعاب ولكن نتيجة لتعرض المنشآت الرياضية للقصف والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل فإن ممارسة الرياضة في اقل مستوياتها حالياً.
وأضاف: المطلوب استمرار الأنشطة الرياضية حتى لا يتوقف اللاعبون عن مزاولتها والتوجه نحو طريق آخر غير الرياضة وهو ما يتطلب دعم واهتمام الوزارة وصندوق رعاية النشء والشباب للتعاون مع الاتحادات الرياضية من أجل تسيير الأنشطة في ظل هذه الظروف ويظل الأمل بان تعود الحياة والرياضة من جديد.
وقال: الملاحظ أن هناك انجازات لبعض اللاعبين في بعض الألعاب خلال مشاركاتهم الخارجية رغم عدم وجود إعداد داخلي أو أنشطة وفعاليات بالمستوى المطلوب وهذا يدل على أن الرياضي اليمني يمتلك إمكانات كبيرة وعلى مستوى عالي ولو كان هناك اهتمام اثر لحقق انجازات قارية ودولية.

تفعيل الأنشطة
* كما تحدث القائم بأعمال رئيس الاتحاد العام لألعاب القوى الدكتور حسين جعيم حيث قال: الأنشطة الرياضية في العام 2015م تعرضت لحالة من الركود الشامل بسبب العدوان على بلادنا، وقد بدأت الأمور تتحسن نوعاً ما وبدأ الجميع يعمل على استمرار وتفعيل الأنشطة.
مستطرداً: لا يمكن أن نستسلم للوضع الراهن وننتظر الفرج من الآخرين ولا بد أن نثبت للعالم أن اليمن ما زالت واقفة وصامدة وستستمر بأنشطتها الداخلية والخارجية والشيء الايجابي أن معظم الألعاب التزمت بالمشاركات الخارجية أكثر من الأنشطة الداخلية وذلك نتيجة تدمير معظم البنى التحتية، وقد حققت بعض الألعاب النجاح في مشاركاتها الخارجية رغم صعوبة التنقل والسفر إلى خارج البلاد في ظل الوضع الراهن.
منوهاً بأن الخطوة الايجابية للوزارة ممثلة بقطاع الرياضة كانت صرف مخصصات الاتحادات حيث أتاحت للاتحادات تقديم خططها لأنشطتها الداخلية وعلى الاتحادات أن تبادر بالإسراع بهذا الشأن والبدء في تنفيذ أنشطة داخلية رغم وجود عوائق لدى الاتحادات في تنفيذ الأنشطة المعهودة وذلك بسبب عدم إمكانية تنقل الفرق من محافظة إلى أخرى وقلق الأهالي وحرصهم الشديد على أبنائهم وهو ما حال دون مزاولة الأنشطة خارج إطار المحافظة.
مؤكداً أنه يبقى أمام الاتحادات الآن تقديم خطط بديلة تراعي فيها محاولات عدم إقامة أنشطة تشمل المحافظات التي تشهد صراعات والتوجه لإقامة أنشطة في المحافظات الآمنة، موضحاً أن اتحاد ألعاب القوى قدم خطة بديلة لتنشيط فروع المحافظات وتم إقرار نشاط 2016م كمرحلة أولى في أربع محافظات وهي ذمار وحضرموت الوادي وحجة والحديدة، كما أقام الاتحاد بطولة اختراق الضاحية للأندية والمدارس والهواة بمحافظة ذمار وسيقيم بطولات في المحافظات الأربع في المرحلة الأولى على أن يعقبها مرحلة أخرى تشمل حضرموت الساحل وعدن وإب والمحويت.

قد يعجبك ايضا